بعد دقائق، لملمت حاجياتها، خرجت إلى الشارع، بدا المشهد وكأنها في يوم القيامة، السيارات القليلة تعدو مسرعة، المياه تغرق الشوارع، كافيتيريا الشاطئ أغلقت أبوابها وأطفأت أنوارها. نظرت هيام خلفها إلى البحر، فوجدته كتلة من السواد الدامس، انقبض قلبها، شعرت وكأنها غريبة عن تلك المرأة المفترسة التي داست بكفيها على رأس أبيها حتى أسلم روحه تمامًا. طوحتها الريح فأسقطتها أرضًا. جاهدت للنهوض، ثم نظرت يمينًا ويسارًا لعلها تتعثر في سيارة أجرة تنقلها إلى أقرب موقف للسيارات، قبل أن يباغتها سائق التاكسي العجوز الذي أقلها من القاهرة. كان يقف على الجهة الأخرى أسفل شرفة أحد المباني، ولا يظهر منه إلا ضوء سيجارته وملامح وجه مبهمة. ارتجف جسدها، ضربت الوساوس والتساؤلات عقلها، وبينما هي عالقة في بحر الأفكار المتلاطمة، أطفأ السائق سيجارته وعبر الطريق وهو يتأرجح.
بعد دقائق، لملمت حاجياتها، خرجت إلى الشارع، بدا المشهد وكأنها في يوم القيامة، السيارات القليلة تعدو مسرعة، المياه تغرق الشوارع، كافيتيريا الشاطئ أغلقت أبوابها وأطفأت أنوارها. نظرت هيام خلفها إلى البحر، فوجدته كتلة من السواد الدامس، انقبض قلبها، شعرت وكأنها غريبة عن تلك المرأة المفترسة التي داست بكفيها على رأس أبيها حتى أسلم روحه تمامًا. طوحتها الريح فأسقطتها أرضًا. جاهدت للنهوض، ثم نظرت يمينًا ويسارًا لعلها تتعثر في سيارة أجرة تنقلها إلى أقرب موقف للسيارات، قبل أن يباغتها سائق التاكسي العجوز الذي أقلها من القاهرة. كان يقف على الجهة الأخرى أسفل شرفة أحد المباني، ولا يظهر منه إلا ضوء سيجارته وملامح وجه مبهمة. ارتجف جسدها، ضربت الوساوس والتساؤلات عقلها، وبينما هي عالقة في بحر الأفكار المتلاطمة، أطفأ السائق سيجارته وعبر الطريق وهو يتأرجح.