التفاوض حول ما لا يقبل التفاوض دانيال شابيرو الإدارة•التسويق و المبيعات
مهارات البيع الاحترافي•كيف تبيع أي شيء لأي إنسان•تعلم التسويق الإلكتروني من الصفر إلى الاحتراف - الكتاب الأول•مهووس : أن تبني علامة تجارية يحبها الناس من أول يوم•365 يوم فى التسويق•بع نفسك بأعلى سعر•تجاربى مع الإعلانات•استراتيجية الذئب•أسرار التسويق بالمحتوى•خرافات العلامة التجارية : تخلص من المفاهيم الخاطئة وكن خبيرا في العلامات التجارية•فوضى التسويق•6مهارات لتحقيق مبيعات مختلفة مذهلة
إن هذا الكتاب يقدم نموذجًا جديدًا لحل النزاعات - نموذجًا يخاطب القلب بقدر ما يخاطب العقل. فتمامًا مثلما اكتشف العلماء الأغوار الداخلية للعالم المادي، تكشف أبحاثي في مجال حل النزاعات القوى العاطفية التي تدفع الناس إلى النزاع. وهذه القوى غير مرئية للعين، ولكنها محسوسة بشدة: فهي تستطيع تمزيق أوثق الصداقات، وإنهاء أي زواج، وتدمير أي مشروع، وإثارة عنف طائفي. وما لم نتعلم مواجهة مثل هذه القوى، فسوف نميل إلى الانخراط مرارًا وتكرارًا في النزاعات المحبطة نفسها، مع تحقيق النتائج المحبطة نفسها. ويقدم هذا الكتاب الأدوات اللازمة للتغلب على هذه الأساليب وتعزيز العلاقات التعاونية، محولًا النزاع المشحون بالعواطف إلى فرصة لتحقيق فائدة متبادلة. إن الحاجة إلى نموذج جديد طرأت على ذهني منذ خمس وعشرين سنة في مقهى في دولة يوغوسلافيا السابقة؛ حيث كنت قد أسهمت للتو في تنظيم ورشة عمل استمرت لمدة أسبوع حول حل النزاعات من أجل اللاجئين المراهقين - صربيين، ومسلمي البوسنة، وكرواتيين - وكان عدد منا يناقش في ذلك الوقت الاختلافات بين الحياة في يوغوسلافيا وفي الولايات المتحدة. كان صوت إطلاق النار لا يزال يتردد صداه في أذهان أولئك المراهقين، ولكننا كنا، في وسط العاصفة، نشرب قهوة تركية ونتحدث عن كرة القدم ومَن في ورشة عملنا منجذب إلى مَن. وبيننا، كانت هناك فتاة طويلة الشعر، زرقاء العينين، في السابعة عشرة من عمرها تُدعى فيرونيكا، كانت تحدق بعينيها إلى الأمام مباشرة بشدة وهي محبطة. ولم تكن قد تحدثت كثيرًا على مدار ورشة العمل؛ ولذلك اندهشت عندما تحدثت فجأة خلال فترة استراحة لجلسة الثرثرة. فبدأت حديثها، محدقة إلى طبق طعامها: لقد حدث ذلك منذ تسعة أشهر؛ فقد كنت أتناول الغداء مع زميلي في منزله. وكان هناك طرق على الباب، ثم دخل ثلاثة رجال مسلحين بالأسلحة النارية، ثم نظرت إلى أعلى للحظة، غير واثقة إذا ما كان عليها مواصلة الحديث أم لا، ثم أردفت قائلة: لقد دفعوا زميلي نحو الجدار، فقاومهم، ولكنهم تغلبوا عليه، فحاولت الصراخ، ولكن لم يصدر عني صوت. كنت أريد الهرب طلبًا للنجدة. كنت أريد أن أفعل شيئًا، ولكنني تجمدت في مكاني. والآن ازداد صوتها الرتيب بالفعل كآبة، واتسعت عيناها. لقد أمسكوا بكتفيَّ، وقيدوا حركتي، وأمسكوا برأس زميلي أمام رأسي. لقد رأيت الخوف في عينيه. كان يحرك رأسه محاولًا الإفلات، ولكنهم أمسكوه بإحكام. ثم توقفت مرة أخرى قبل أن تقول: أخرج أحدهم سكينًا، وشاهدتهم وهم يذبحونه. انخفض ضجيج المقهى. ونظرت إليها مصدومًا، شاعرًا كأنني تسمرت في مقعدي. لقد أردت تعزيتها ، ودعمها بطريقة ما، ولكنني لم أعرف ما يجب قوله. وبعد ذلك، تمامًا كما استيقظت فيرونيكا فجأة على لحظة الرعب تلك، صمتت فجأة. كان لديَّ أنا وزملائي ليلة واحدة أخرى نقضيها في يوغوسلافيا، ففي الفجر كنا سنستقل قطارًا إلى بودابست. لقد كنت حزينًا لترك المشاركين في ورشة العمل، فقد تعلقت بهم كثيرًا، كما استأمنونا - في منطقة الحرب الرهيبة تلك - على أسرارهم. ولكنني كنت أشعر بالذنب أكثر من شعوري بالحزن؛ فأنا سأعود إلى راحة وأمان الولايات المتحدة، بينما سيبقون هم فريسة لليأس. عند اقتراب سيارتنا من محطة القطار في وقت مبكر من اليوم التالي، قفز قلبي من مكانه؛ فقد كان جميع المراهقين الأربعة والعشرين الذين شاركوا في ورشة العمل واقفين بجانب خط السكة الحديدية، ملوحين بأيديهم. وكانت فيرونيكا بينهم. ثم تقدمت لتوديعنا. وقالت: لا تكونوا مثل الآخرين الذين جاءوا للمساعدة. لا تقولوا إنكم ستتذكروننا ثم تنسون. فمنحتها وعدًا.
إن هذا الكتاب يقدم نموذجًا جديدًا لحل النزاعات - نموذجًا يخاطب القلب بقدر ما يخاطب العقل. فتمامًا مثلما اكتشف العلماء الأغوار الداخلية للعالم المادي، تكشف أبحاثي في مجال حل النزاعات القوى العاطفية التي تدفع الناس إلى النزاع. وهذه القوى غير مرئية للعين، ولكنها محسوسة بشدة: فهي تستطيع تمزيق أوثق الصداقات، وإنهاء أي زواج، وتدمير أي مشروع، وإثارة عنف طائفي. وما لم نتعلم مواجهة مثل هذه القوى، فسوف نميل إلى الانخراط مرارًا وتكرارًا في النزاعات المحبطة نفسها، مع تحقيق النتائج المحبطة نفسها. ويقدم هذا الكتاب الأدوات اللازمة للتغلب على هذه الأساليب وتعزيز العلاقات التعاونية، محولًا النزاع المشحون بالعواطف إلى فرصة لتحقيق فائدة متبادلة. إن الحاجة إلى نموذج جديد طرأت على ذهني منذ خمس وعشرين سنة في مقهى في دولة يوغوسلافيا السابقة؛ حيث كنت قد أسهمت للتو في تنظيم ورشة عمل استمرت لمدة أسبوع حول حل النزاعات من أجل اللاجئين المراهقين - صربيين، ومسلمي البوسنة، وكرواتيين - وكان عدد منا يناقش في ذلك الوقت الاختلافات بين الحياة في يوغوسلافيا وفي الولايات المتحدة. كان صوت إطلاق النار لا يزال يتردد صداه في أذهان أولئك المراهقين، ولكننا كنا، في وسط العاصفة، نشرب قهوة تركية ونتحدث عن كرة القدم ومَن في ورشة عملنا منجذب إلى مَن. وبيننا، كانت هناك فتاة طويلة الشعر، زرقاء العينين، في السابعة عشرة من عمرها تُدعى فيرونيكا، كانت تحدق بعينيها إلى الأمام مباشرة بشدة وهي محبطة. ولم تكن قد تحدثت كثيرًا على مدار ورشة العمل؛ ولذلك اندهشت عندما تحدثت فجأة خلال فترة استراحة لجلسة الثرثرة. فبدأت حديثها، محدقة إلى طبق طعامها: لقد حدث ذلك منذ تسعة أشهر؛ فقد كنت أتناول الغداء مع زميلي في منزله. وكان هناك طرق على الباب، ثم دخل ثلاثة رجال مسلحين بالأسلحة النارية، ثم نظرت إلى أعلى للحظة، غير واثقة إذا ما كان عليها مواصلة الحديث أم لا، ثم أردفت قائلة: لقد دفعوا زميلي نحو الجدار، فقاومهم، ولكنهم تغلبوا عليه، فحاولت الصراخ، ولكن لم يصدر عني صوت. كنت أريد الهرب طلبًا للنجدة. كنت أريد أن أفعل شيئًا، ولكنني تجمدت في مكاني. والآن ازداد صوتها الرتيب بالفعل كآبة، واتسعت عيناها. لقد أمسكوا بكتفيَّ، وقيدوا حركتي، وأمسكوا برأس زميلي أمام رأسي. لقد رأيت الخوف في عينيه. كان يحرك رأسه محاولًا الإفلات، ولكنهم أمسكوه بإحكام. ثم توقفت مرة أخرى قبل أن تقول: أخرج أحدهم سكينًا، وشاهدتهم وهم يذبحونه. انخفض ضجيج المقهى. ونظرت إليها مصدومًا، شاعرًا كأنني تسمرت في مقعدي. لقد أردت تعزيتها ، ودعمها بطريقة ما، ولكنني لم أعرف ما يجب قوله. وبعد ذلك، تمامًا كما استيقظت فيرونيكا فجأة على لحظة الرعب تلك، صمتت فجأة. كان لديَّ أنا وزملائي ليلة واحدة أخرى نقضيها في يوغوسلافيا، ففي الفجر كنا سنستقل قطارًا إلى بودابست. لقد كنت حزينًا لترك المشاركين في ورشة العمل، فقد تعلقت بهم كثيرًا، كما استأمنونا - في منطقة الحرب الرهيبة تلك - على أسرارهم. ولكنني كنت أشعر بالذنب أكثر من شعوري بالحزن؛ فأنا سأعود إلى راحة وأمان الولايات المتحدة، بينما سيبقون هم فريسة لليأس. عند اقتراب سيارتنا من محطة القطار في وقت مبكر من اليوم التالي، قفز قلبي من مكانه؛ فقد كان جميع المراهقين الأربعة والعشرين الذين شاركوا في ورشة العمل واقفين بجانب خط السكة الحديدية، ملوحين بأيديهم. وكانت فيرونيكا بينهم. ثم تقدمت لتوديعنا. وقالت: لا تكونوا مثل الآخرين الذين جاءوا للمساعدة. لا تقولوا إنكم ستتذكروننا ثم تنسون. فمنحتها وعدًا.