خلف خطوط الذاكرة خالد منتصر تصنيفات أخري•أعلام وسير سماسرة السماء - قراءة لظاهرة الألتراس الدينى•يوميات تنويرية•وهم الاعجاز العلمي•هذه اصنامكم و هذه فاسي•بورتريهات بألوان الشجن•لكم سلفكم ولي سلفي•هل هذه حقا بديهيات دينية ؟•لماذا انتصر العالم المزيف ؟•حقائق وأوهام في الجنس
كفاحي•أدونيس - الحوارات الكاملة 1-5•ذكرياتي معهم•مذكرات شاهد للقرن•مذكرات مالك بن نبي : العفن•حكاياتي في دفتر الفن•مصر يا عبله : سنوات التكوين•اتفاقات وخلافات العرب•غازي القصيبي إعلاميا•ذكريات في الترجمة : حياة بين خطوط الأدب العربي•ببليوجرافيا أمل دنقل•رحلتي بين الصحافة والرياضة
لعل من أجمل أنواع القراءة وأحفلها بالمتعة، قراءة كتب السير الذاتية، لأنها لا تشبع فقط الفضول المشروع لمعرفة أسرار اللحظات الفارقة والمواقف الصعبة فى حياة العظماء من البشر، ولكن لأنها أيضا تقع فى تلك المساحة الضيقة الغامضة بين التاريخ والأدب، بين ما حدث بالفعل فى الواقع وما تحتفظ به الذاكرة فى الذهن. ومن أجمل السير الذاتية التى قرأتها فى السنوات الأخيرة كتاب الدكتور خالد منتصر الجديد خلف خطوط الذاكرة: سيرة ذاتية لجيل الآمال المؤجلة، الذى صدر مؤخرا عن دار ريشة. أول شىء شدنى إلى هذا الكتاب عنوانه الجميل، المستمد من عنوان أول مقال كتبه خالد منتصر فى مجلة صباح الخير. يرى أن حياة الإنسان ليست هى ما عاشه بجسده، وإنما هى ما تبقى من فتات ذاكرته، لذلك يعتبر أن الذاكرة أقرب إلى العدو منها إلى الصديق، وكما نقف خلف خطوط العدو كجنود نحاول اصطياد من يحاول قتلنا، يجب أن نقف خلف خطوط الذاكرة لنحاول اصطياد ما تبقى من فتاتها، الذى يفلت من بين أصابعنا يوما بعد يوم. سيرة ذاتية كتبت بحق بقلم أديب، فلو لم أكن أعرف أنها سيرة ذاتية لتصورت أنها رواية. ولعل السير الذاتية التى يكتبها الأدباء، أكثر متعة من تلك التى يكتبها غير الأدباء، لأن الأديب أقدر على السرد الممتع، وتقديم فتات الحوادث والمواقف والخواطر المختلفة بطريقة متماسكة ورؤية واضحة، تختار بالضرورة بعض الوقائع وتغفل بعضها الآخر، فتضفى قدرا من التشويق على السيرة المكتوبة. وبأسلوب ممتع وتفاصيل شيقة، كتب خالد منتصر سيرته الذاتية فى ثمانية عشر فصلا. يبدأ كل فصل بمجموعة من الأقوال المأثورة أو الأبيات الشعرية: وقتك محدود، لذا لا تضيعه فى عيش حياة شخص آخر (ستيف جوبز)، الخوف هو المصدر الرئيسى للخرافات، وأحد مصادر القسوة، وبداية الحكمة هى التغلب على الخوف (برتراند راسل)، أن تؤلف كتابا، أن يقتنيه غريب فى مدينة غريبة، أن يقرأه ليلا، أن يختلج قلبه لسطر يشبه حياته، ذلك هو مجد الكتابة (يوسف إدريس). يكتب خالد منتصر عن أول مرة يشاهد فيها شبح الموت فى عمق حدقة عين أخته الصغيرة نادية التى غرقت فى الترعة. ويكتب عن رحيل أمه وهو فى التاسعة من عمره، فرحل معها الحضن والدفء والأمان والونس. ويكتب عن بداية تعلقه بالقراءة التى كانت الملاذ لطفل اختطف الموت أمه. ويكتب عن قسوة عادات وتقاليد راسخة كالجبال فى مجتمع القرية المغلق. ويكتب عن تجربة التحاقه بكلية الطب، رغم أن أحلام الصحافة والكتابة كانت تداعبه فى نفس الوقت. ويكتب عن حفل فرقة المصريين بالكلية، والذى كان يوما عصيبا فاصلا فى علاقته بجماعة الإخوان المسلمين وبتركيبة المجتمع والنظام والدولة. ويكتب عن تجربة الكتابة فى مجلة صباح الخير ومجلة روزاليوسف وجريدة الدستور، ثم خوض تجربة كتابة الدراما الإذاعية. وأخيرا يكتب عن مأساة فقد ثلاثة أشخاص لعبوا دورا مؤثرا فى حياته: الفنان الكبير صلاح جاهين، والشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، والمناضل الكبير فرج فودة. من المؤكد أن الدكتور خالد منتصر لم يقل فى كتابه كل شىء، ولكنى لا أشك فى أنه فى كل ما قاله كان صادقا، وهو الشعور الذى يتكون لدى القارئ بمجرد قراءة صفحة أو صفحتين من هذا الكتاب الرائع، والذى انتظر بشغف صدور الجزء الثانى منه.
لعل من أجمل أنواع القراءة وأحفلها بالمتعة، قراءة كتب السير الذاتية، لأنها لا تشبع فقط الفضول المشروع لمعرفة أسرار اللحظات الفارقة والمواقف الصعبة فى حياة العظماء من البشر، ولكن لأنها أيضا تقع فى تلك المساحة الضيقة الغامضة بين التاريخ والأدب، بين ما حدث بالفعل فى الواقع وما تحتفظ به الذاكرة فى الذهن. ومن أجمل السير الذاتية التى قرأتها فى السنوات الأخيرة كتاب الدكتور خالد منتصر الجديد خلف خطوط الذاكرة: سيرة ذاتية لجيل الآمال المؤجلة، الذى صدر مؤخرا عن دار ريشة. أول شىء شدنى إلى هذا الكتاب عنوانه الجميل، المستمد من عنوان أول مقال كتبه خالد منتصر فى مجلة صباح الخير. يرى أن حياة الإنسان ليست هى ما عاشه بجسده، وإنما هى ما تبقى من فتات ذاكرته، لذلك يعتبر أن الذاكرة أقرب إلى العدو منها إلى الصديق، وكما نقف خلف خطوط العدو كجنود نحاول اصطياد من يحاول قتلنا، يجب أن نقف خلف خطوط الذاكرة لنحاول اصطياد ما تبقى من فتاتها، الذى يفلت من بين أصابعنا يوما بعد يوم. سيرة ذاتية كتبت بحق بقلم أديب، فلو لم أكن أعرف أنها سيرة ذاتية لتصورت أنها رواية. ولعل السير الذاتية التى يكتبها الأدباء، أكثر متعة من تلك التى يكتبها غير الأدباء، لأن الأديب أقدر على السرد الممتع، وتقديم فتات الحوادث والمواقف والخواطر المختلفة بطريقة متماسكة ورؤية واضحة، تختار بالضرورة بعض الوقائع وتغفل بعضها الآخر، فتضفى قدرا من التشويق على السيرة المكتوبة. وبأسلوب ممتع وتفاصيل شيقة، كتب خالد منتصر سيرته الذاتية فى ثمانية عشر فصلا. يبدأ كل فصل بمجموعة من الأقوال المأثورة أو الأبيات الشعرية: وقتك محدود، لذا لا تضيعه فى عيش حياة شخص آخر (ستيف جوبز)، الخوف هو المصدر الرئيسى للخرافات، وأحد مصادر القسوة، وبداية الحكمة هى التغلب على الخوف (برتراند راسل)، أن تؤلف كتابا، أن يقتنيه غريب فى مدينة غريبة، أن يقرأه ليلا، أن يختلج قلبه لسطر يشبه حياته، ذلك هو مجد الكتابة (يوسف إدريس). يكتب خالد منتصر عن أول مرة يشاهد فيها شبح الموت فى عمق حدقة عين أخته الصغيرة نادية التى غرقت فى الترعة. ويكتب عن رحيل أمه وهو فى التاسعة من عمره، فرحل معها الحضن والدفء والأمان والونس. ويكتب عن بداية تعلقه بالقراءة التى كانت الملاذ لطفل اختطف الموت أمه. ويكتب عن قسوة عادات وتقاليد راسخة كالجبال فى مجتمع القرية المغلق. ويكتب عن تجربة التحاقه بكلية الطب، رغم أن أحلام الصحافة والكتابة كانت تداعبه فى نفس الوقت. ويكتب عن حفل فرقة المصريين بالكلية، والذى كان يوما عصيبا فاصلا فى علاقته بجماعة الإخوان المسلمين وبتركيبة المجتمع والنظام والدولة. ويكتب عن تجربة الكتابة فى مجلة صباح الخير ومجلة روزاليوسف وجريدة الدستور، ثم خوض تجربة كتابة الدراما الإذاعية. وأخيرا يكتب عن مأساة فقد ثلاثة أشخاص لعبوا دورا مؤثرا فى حياته: الفنان الكبير صلاح جاهين، والشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، والمناضل الكبير فرج فودة. من المؤكد أن الدكتور خالد منتصر لم يقل فى كتابه كل شىء، ولكنى لا أشك فى أنه فى كل ما قاله كان صادقا، وهو الشعور الذى يتكون لدى القارئ بمجرد قراءة صفحة أو صفحتين من هذا الكتاب الرائع، والذى انتظر بشغف صدور الجزء الثانى منه.