احتلت صورة وجهها الملائكي عقله؛ لتدور ذكراها حول أفكاره، تتحرك على أطراف أصابعها بينما تراقص نسمات الهواء، وهي تفتح ذراعيها الصغيرتين، لتحتضنه بشوقها الطفولي البريء وقد أشرقت ملامحها الجميلة تحت انعكاس ضوء القمر، فبدت مثل كوكبٍ منير انتشر ضياءه الساطع محيطًا بجدائلها الشقراء الطويلة الأشبه بشلالات ذهب منصهر، تنبعث منها رائحة الورد والزهر.كان فلاديمير لا يمل من النظر إلى طفلته الجميلة أبدًا؛ ففي عينيها الرماديتين مُتدرجتي اللون ينسى طفولته القاسية وسط عالم غابٍ لا يرحم أبرياءً ترتحل خفقات قلوبهم بين مجاهل السفر، وبابتسامتها المشرقة كشمس حزيران يتذكر أنه ما يزال هناك بصيص أمل يمنحه على ظلمة أيامه السوداء المزيد من الصبر. كانت أسعد أوقاته هي تلك التي يسرقها خلسة من الزمن لزيارة صديقه المقرّب روبرت، حيث تستقبله ابتسامة شقيقته الصغرى الشقية، وبمجرد أن تعانق نظراته وجهها، تتألق عيناها كجوهرتين وتجري نحوه راكضة، لترمي جسدها الصغير بين أحضانه، فيحملها ويدور بها ضاحكًا في سعادة غامرة تصيبه بالدوّار إلى أنّ يُنزلها برفق كأنها أثمن كنوز الأرض، وسط ضحكاتها المتعالية ببراءة تنسيه همومه ومخاوفه الدفينة من تقلبَّات الدهر.
احتلت صورة وجهها الملائكي عقله؛ لتدور ذكراها حول أفكاره، تتحرك على أطراف أصابعها بينما تراقص نسمات الهواء، وهي تفتح ذراعيها الصغيرتين، لتحتضنه بشوقها الطفولي البريء وقد أشرقت ملامحها الجميلة تحت انعكاس ضوء القمر، فبدت مثل كوكبٍ منير انتشر ضياءه الساطع محيطًا بجدائلها الشقراء الطويلة الأشبه بشلالات ذهب منصهر، تنبعث منها رائحة الورد والزهر.كان فلاديمير لا يمل من النظر إلى طفلته الجميلة أبدًا؛ ففي عينيها الرماديتين مُتدرجتي اللون ينسى طفولته القاسية وسط عالم غابٍ لا يرحم أبرياءً ترتحل خفقات قلوبهم بين مجاهل السفر، وبابتسامتها المشرقة كشمس حزيران يتذكر أنه ما يزال هناك بصيص أمل يمنحه على ظلمة أيامه السوداء المزيد من الصبر. كانت أسعد أوقاته هي تلك التي يسرقها خلسة من الزمن لزيارة صديقه المقرّب روبرت، حيث تستقبله ابتسامة شقيقته الصغرى الشقية، وبمجرد أن تعانق نظراته وجهها، تتألق عيناها كجوهرتين وتجري نحوه راكضة، لترمي جسدها الصغير بين أحضانه، فيحملها ويدور بها ضاحكًا في سعادة غامرة تصيبه بالدوّار إلى أنّ يُنزلها برفق كأنها أثمن كنوز الأرض، وسط ضحكاتها المتعالية ببراءة تنسيه همومه ومخاوفه الدفينة من تقلبَّات الدهر.