السنوات السمان محمد محمود مهدي السياسة•سياسة دولية
لدينا أقوال أخرى : حول لعبة الأمم•لعبة الأمم•عن الإرهاب الغربي•القاعدة في مرحلة ما بعد الظواهري إلي أين•النفوذ الإيراني في القرن الإفريقي والبحر الأحمر : السياقات والتداعيات•السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه أثيوبيا : التاريخ - الأهداف - الأدوات•الصراع في المنطقة العربية بين الصين و أمريكا•العلاقات الكوبية الانجولية•أفريقيا واحدة : تاريخ موجز لحركة الوحدة الأفريقية•العلاقات السودانية الصينية 1969-1985•سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه غانا 1957-1966•المؤامرة الكبرى
عندما تُذكر أمريكا وإيران في جملة واحدة، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو العقوبات والخلافات طويلة الأمد بينهما، والتي بدأت منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، وظل الخطاب السياسي للجمهورية الإيرانية يصف الولايات المتحدة الأمريكية بـ”الشيطان الأكبر”، وفي المقابل تضع الولايات المتحدة إيران على رأس قائمة الدول الداعمة للإرهاب، والتي تعمل على الإضرار بالمصالح الأمريكية ومصالح حلفائها في المنطقة.على الرغم من ذلك، فإن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا وتفاعلاً استثنائيًا في العلاقات بينهما، وذلك مع وصول الرئيس الأسبق باراك أوباما إلى سُدّة الحكم في أمريكا عام 2009، والذي انتهج سياسات مُغايرة عن سابقيه، تقوم على التقارب مع البنية الحاكمة في طهران، وترسخت هذه التفاعلات الإيجابية على أرض الواقع، بصعود التيار الإصلاحي بقيادة حسن روحاني، الأكثر اعتدالًا إلى الحكم في طهران عام 2013.وهو ما شكّل، نقطة تحوُّل استثنائية في تاريخ العلاقات بين أمريكا وإيران تستوجب البحث والدراسة؛ إذ بدأت بين الطرفين ثماني سنوات سِمَان، تخللها أولًا: تمرير الاتفاق النووي في يوليو 2015، الذي ظل لأكثر من عشر سنوات حبيسًا للمفاوضات والمداولات بين إيران والغرب، ورغم انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو 2018 وتصدع بنيانه، يظل الأكثر تجسيدًا لحالة تقارب بين دولتين في حالة صراع ممتد، وتخللها ثانيًا: صعودًا إيرانيًا ملموسًا في العديد من ملفات منطقة الشرق الأوسط؛ بأن أصبحت طهران لاعبًا جيوسياسيًا يظهر تأثيره جليًا على مناطق عدة خارج حدودها الجغرافية، وكذلك عنصرًا مؤثرًا في إعادة توازن الإقليم على نحو عضد أكثر من دورها ومكانتها في المعادلة الإقليمية.وعلى ضوء ذلك، تنبع أهمية هذه الدراسة من كونها تعمل على تفكيك حالة حديثة في العلاقات الدولية من خلال تسليطها الضوء على فترة (التقارب الاستثنائي)، الذي حصل لأول مرة منذ أكثر من أربعين عامًا بين أمريكا وإيران، وما ترتب عليه من توقيع الاتفاق النووي وأثار عدة على المنطقة، وذلك ببيان دوافع وأسباب حدوثه ووسائل تنفيذه ورصد وتحليل مؤشرات تطوره، ومن ثمّ بيان مدى أثره على اتساع حجم النفوذ الإيراني في المنطقة، أو على صعيد الدول المحورية فيها.
عندما تُذكر أمريكا وإيران في جملة واحدة، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو العقوبات والخلافات طويلة الأمد بينهما، والتي بدأت منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، وظل الخطاب السياسي للجمهورية الإيرانية يصف الولايات المتحدة الأمريكية بـ”الشيطان الأكبر”، وفي المقابل تضع الولايات المتحدة إيران على رأس قائمة الدول الداعمة للإرهاب، والتي تعمل على الإضرار بالمصالح الأمريكية ومصالح حلفائها في المنطقة.على الرغم من ذلك، فإن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا وتفاعلاً استثنائيًا في العلاقات بينهما، وذلك مع وصول الرئيس الأسبق باراك أوباما إلى سُدّة الحكم في أمريكا عام 2009، والذي انتهج سياسات مُغايرة عن سابقيه، تقوم على التقارب مع البنية الحاكمة في طهران، وترسخت هذه التفاعلات الإيجابية على أرض الواقع، بصعود التيار الإصلاحي بقيادة حسن روحاني، الأكثر اعتدالًا إلى الحكم في طهران عام 2013.وهو ما شكّل، نقطة تحوُّل استثنائية في تاريخ العلاقات بين أمريكا وإيران تستوجب البحث والدراسة؛ إذ بدأت بين الطرفين ثماني سنوات سِمَان، تخللها أولًا: تمرير الاتفاق النووي في يوليو 2015، الذي ظل لأكثر من عشر سنوات حبيسًا للمفاوضات والمداولات بين إيران والغرب، ورغم انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو 2018 وتصدع بنيانه، يظل الأكثر تجسيدًا لحالة تقارب بين دولتين في حالة صراع ممتد، وتخللها ثانيًا: صعودًا إيرانيًا ملموسًا في العديد من ملفات منطقة الشرق الأوسط؛ بأن أصبحت طهران لاعبًا جيوسياسيًا يظهر تأثيره جليًا على مناطق عدة خارج حدودها الجغرافية، وكذلك عنصرًا مؤثرًا في إعادة توازن الإقليم على نحو عضد أكثر من دورها ومكانتها في المعادلة الإقليمية.وعلى ضوء ذلك، تنبع أهمية هذه الدراسة من كونها تعمل على تفكيك حالة حديثة في العلاقات الدولية من خلال تسليطها الضوء على فترة (التقارب الاستثنائي)، الذي حصل لأول مرة منذ أكثر من أربعين عامًا بين أمريكا وإيران، وما ترتب عليه من توقيع الاتفاق النووي وأثار عدة على المنطقة، وذلك ببيان دوافع وأسباب حدوثه ووسائل تنفيذه ورصد وتحليل مؤشرات تطوره، ومن ثمّ بيان مدى أثره على اتساع حجم النفوذ الإيراني في المنطقة، أو على صعيد الدول المحورية فيها.