العودة إلى مدن الرمل أحمد إبراهيم الفقية خرائط الروح 12 - نار فى الصحراء•خرائط الروح 11 - قلت وداعا للريح•خرائط الروح 10 - هكذا غنت الجنيات•الخروج إلى المتاهة•دوائر الحب المغلقة•ذئاب ترقص في الغابة•زغاريد لاعراس الموت•غبرة المسك•عارية تركض الروح•افراح آثمة•خبز المدينة•الحالة الكلبية لفيلسوف الحزب•ما لم تسمعه الجبال•خمس خنافس•غناء النجوم•مرايا فينسيا•حقول الرماد•فى هجاء البشر ومديح البهائم

العودة إلى مدن الرمل

متاح

لا يكاد عثمان الحبشي يصدق أنه أخيراً عاد إلى ليبيا، وإنه لا تفصله عن طرابلس سوء مسيرة يوم واحد بالسيارة، وأن هذه الرمال الذهبية التي تلمع تحت مسقط شمس الصباح هي رمال بلاده، وهذه الجبال التي تحدها على مدى الأفق هي جبالها، وهذه الأودية الجافة التي تشق الأرض وتصنع لنفسها طريقاً بين الكثبان هي أوديتها وما ينبثق فيها من أشجار سدر وبطوم وجداري واثل ورتم هي أشجارها، هذه الخيام بدورها، وهي أغنامها وجمالها، وطيور القطا التي جاءت وحطت وسط المعسكر تلتقط الماء وفتات الطعام بمناقيرها الحمراء، هي طيورها، وهذا النهار الربيعي هو نهارها وشمسه النحاسية هي شمسها، وهذا الهواء الذي يهب بارداً من عمق البوادي هو هواؤها.. ليبيا أخيراًً.. ما أكثر ما داعبت عينيه أطيافها، وشغلت نومه ويقظته رؤى العودة إلى أفيائها، ليملأ رئتيه حقاً من هذا الهواء، المضمخ بأنفاس أجداده الذين درجوا فوق أرضها وتوارثوا الإقامة فيها جيلاً بعد جيل، وأضحت عظامها أوتاداً تشده إليها.

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف