تاريخ التعب من العصر الوسيط إلى أيامنا هذه جورج فيغاريلو التاريخ•دراسات تاريخية تاريخ الجمال الجسد و فن التزيين من عصر النهضة الاوروبية الي ايامنا
السلطة وهاجس الشرعية في صدر الاسلام•العنصرية فى الخليج - اشكالية السواد•تاريخ الأدب العربي فى صدر الإسلام والعصر الأموي•تاريخ الأدب العربي بمصر والشام على عهد المماليك•تاريخ الأدب العربي فى العصر العباسي بغير الأندلس والمغرب•تاريخ الأدب العربي فى العصر الجاهلي•تاريخ الأدب الروسي•المجلة العلمية - التأليف وسياسات المعرفة فى القرن التاسع عشر•فهم الانهيار بين التاريخ القديم والخرافات المعاصرة•وثائق من تراث الاسرة الخديوية : مكاتبات تنشر لأول مرة•آثار الموسيقى العربية في الموسيقى الغربية•خطى التطور في الغناء العربي منذ صدر الإسلام إلى الدولة العباسية
يلاحظ مؤلف الكتاب، أول الأمر، أن نطاق التعب لا يفتأ يتمدد في عصرنا هذا على نحو لا يقاوم، فيقترح علينا رحلة استكشافية تجوب مسافة خمسة قرون من تمثلات هذه الحالة الجسدية والنفسية، وما يرتبط بها من ذهنيات. لقد اقترن التعب خلال العصر الوسيط بأجساد المحاربين المنهكين، أو المسافرين، مثل أولئك الحجاج الذين كانوا يتحملون المعاناة، في رحلات طويلة، يبتغون منها خلاصهم. أما في الفترة الكلاسيكية، فقد اقترنت الشكوى من التعب بنخبة «أصحاب العباءة» وبالمهن الجليلة وقتئذ، ومن ذلك «تعب البلاط» الذي وصفته السيدة مانتونون. ويجب أن ننتظر حلول القرن التاسع عشر لنسمع عن تعب العمال أو الشغالين، كما في روايات إميل زولا على سبيل المثال. وتطورت النظريات الفيزيولوجية أيضًا بمرور الوقت: لقد ارتبط التعب في البدء بخسارة الأخلاط (الأمر الذي كان يعالج بواسطة الترطيب)، ثم صار في القرن الثامن عشر، المسمى عصر الأنوار، مرتبطا باختلال نظام التحفيز الكهربائي الذي يتم تعويضه بوسائل الاستثارة، بينما ركز القرن التاسع عشر على الطاقة وخسارة السعرات الحرارية، وهو ما كان يجري تعويضه بالغذاء. أما القرن العشرون، الذي تميز بالتضخم التكنولوجي والتوسع العمراني وظهور علم النفس، فقد شهد ازدهار مفهومي الإرهاق والإجهاد. ويذهب المؤلف إلى أن الاحتراق النفسي الذي يسم عصرنا هذا يظهرنا، في الواقع، على «تعب تحقيق الذات» الناجم عن التوتر المستمر بين «الذات المتضخمة» الخاصة بالأفراد الراغبين في اختيار حياتهم، وبين القيود المتعددة، المهنية والاجتماعية، التي لا يمكنهم الإفلات منها.
يلاحظ مؤلف الكتاب، أول الأمر، أن نطاق التعب لا يفتأ يتمدد في عصرنا هذا على نحو لا يقاوم، فيقترح علينا رحلة استكشافية تجوب مسافة خمسة قرون من تمثلات هذه الحالة الجسدية والنفسية، وما يرتبط بها من ذهنيات. لقد اقترن التعب خلال العصر الوسيط بأجساد المحاربين المنهكين، أو المسافرين، مثل أولئك الحجاج الذين كانوا يتحملون المعاناة، في رحلات طويلة، يبتغون منها خلاصهم. أما في الفترة الكلاسيكية، فقد اقترنت الشكوى من التعب بنخبة «أصحاب العباءة» وبالمهن الجليلة وقتئذ، ومن ذلك «تعب البلاط» الذي وصفته السيدة مانتونون. ويجب أن ننتظر حلول القرن التاسع عشر لنسمع عن تعب العمال أو الشغالين، كما في روايات إميل زولا على سبيل المثال. وتطورت النظريات الفيزيولوجية أيضًا بمرور الوقت: لقد ارتبط التعب في البدء بخسارة الأخلاط (الأمر الذي كان يعالج بواسطة الترطيب)، ثم صار في القرن الثامن عشر، المسمى عصر الأنوار، مرتبطا باختلال نظام التحفيز الكهربائي الذي يتم تعويضه بوسائل الاستثارة، بينما ركز القرن التاسع عشر على الطاقة وخسارة السعرات الحرارية، وهو ما كان يجري تعويضه بالغذاء. أما القرن العشرون، الذي تميز بالتضخم التكنولوجي والتوسع العمراني وظهور علم النفس، فقد شهد ازدهار مفهومي الإرهاق والإجهاد. ويذهب المؤلف إلى أن الاحتراق النفسي الذي يسم عصرنا هذا يظهرنا، في الواقع، على «تعب تحقيق الذات» الناجم عن التوتر المستمر بين «الذات المتضخمة» الخاصة بالأفراد الراغبين في اختيار حياتهم، وبين القيود المتعددة، المهنية والاجتماعية، التي لا يمكنهم الإفلات منها.