نشر مصطفى صادق الرافعيُّ هذا الكتاب نشرةً واحدةً عام 1930م، جمع فيها مقالاته في نقد عباس محمود العقاد، وتصدَّرت الغلاف صورةٌ لرجلٍ يجلس إلى نارٍ أشعلها، وجعل يشوي شخصًا -يُمثِّل العقاد- سفَّده في سيخٍ حديديٍّ، وبطبيعة الحال خشي الرافعي من مغبة هجومه على عفيفي؛ فلم يُضمِّنه سفافيده الأولى التي كتبها في نقده، ومعلومٌ أنه لم يُعِد نشره مرَّةً ثانيةً، ربما بسبب لوم بعض المحيطين به، وربما ترفُّعًا عمَّا تضمَّنه الكتاب من سبٍّ للعقاد وقذفٍ له؛ لكن لم يفته الاستشهاد بالكتاب كلما سنحت له الفرصة.إنني لا أُبرِّئ ساحة الرافعيِّ من التجاوز؛ بل ربما يكون صاحبنا قد أدرك هذا التجاوز بنفسه؛ ومن ثمَّ أحجم عن إعادة نشر الكتاب لمدة سبع سنوات، قبل أن يبغته الموت؛ لكنَّا لا نغضُّ الطرف عما يحويه هذا الكتاب من نقدٍ حقيقيٍّ، يمكن أن نعدَّه نوعًا من النقائض الأدبية
نشر مصطفى صادق الرافعيُّ هذا الكتاب نشرةً واحدةً عام 1930م، جمع فيها مقالاته في نقد عباس محمود العقاد، وتصدَّرت الغلاف صورةٌ لرجلٍ يجلس إلى نارٍ أشعلها، وجعل يشوي شخصًا -يُمثِّل العقاد- سفَّده في سيخٍ حديديٍّ، وبطبيعة الحال خشي الرافعي من مغبة هجومه على عفيفي؛ فلم يُضمِّنه سفافيده الأولى التي كتبها في نقده، ومعلومٌ أنه لم يُعِد نشره مرَّةً ثانيةً، ربما بسبب لوم بعض المحيطين به، وربما ترفُّعًا عمَّا تضمَّنه الكتاب من سبٍّ للعقاد وقذفٍ له؛ لكن لم يفته الاستشهاد بالكتاب كلما سنحت له الفرصة.إنني لا أُبرِّئ ساحة الرافعيِّ من التجاوز؛ بل ربما يكون صاحبنا قد أدرك هذا التجاوز بنفسه؛ ومن ثمَّ أحجم عن إعادة نشر الكتاب لمدة سبع سنوات، قبل أن يبغته الموت؛ لكنَّا لا نغضُّ الطرف عما يحويه هذا الكتاب من نقدٍ حقيقيٍّ، يمكن أن نعدَّه نوعًا من النقائض الأدبية