سيرة القبطية - رحلة الخروج للنهار شيرين هنائي أدب عربي•روايات تاريخية لاشين 14 : الزوهري•لاشين 13 : الضفدع•صيد فيل مجنح•لاشين 11 : ابن الريح•لاشين الكتاب 12 : الزوجة أول من يعلم•لاشين 10 : نوم العصاري•لاشين 9 : نادي الصلعاوات•لاشين 8 : لعبة ناجورو•لاشين 5 : حكاية الشمندورة•لاشين 7 : دقة ليل•لاشين 6 : جزيرة الضحاك•لاشين 4 : خلف قسم اللبان•لاشين 3 : كاهنة الاوراس•لاشين 2 : أبناء ديهيا•صدأ•لاشين 1 : عهد الدجالين•اشباح عزبة بلاى•ملاعيب الظل•أسفار النهايات•ذئاب يلوستون•عجين القمر•طغراء•الموت يوما آخر•صندوق الدمي
على يمين القلب•البكاؤون•اللعب بالجنود•إبحار بلا نهاية•الذي لا يحب جمال عبد الناصر•2003 - رواية•منتهى•جزء ناقص من الحكاية•الطوفان•سكولا•المسيح الأندلسي•لعنة الخواجة
الكنيسة ترتفع عن الأرض بضع درجات، فيصعد بعض الرجال أولًا ليحملوا الأطفال إلى الداخل، ثم يعينون النساء على الصعود.المطر ينحدر من فوق الجبل، يحمل معه الرمال والحجارة الصغيرة. الأطفال يسعلون ويرتجفون. أهرع إلى قلب الكنيسة فأبحث عن أغطية. يبحث آخرون عن طعام.الماء يبلل الأرضية ويجعل الجلوس عليها مُستحيلًا. الظلام سيكون حالكًا. أهز المصابيح فلا أجد فيها زيتًا. متى كانت آخر مرة صلينا فيها هنا؟صرخت طفلة، فالتففنا جميعًا إليها، ثم جذب أنظارنا عقرب تجرفه الماء. بل أن الماء يعُج بالحشرات والعناكب والهوام من كل نوع.ترفع القبطية عينيها إلى السماء وتسأل الله: أين الطريق؟ينهار العالم المألوف من حولها. الفيضان من ناحية، والسيول من ناحية، وجنود الرومان يضرمون النار في قريتها من ناحية. ترفع عينيها إلى السماء وتسأل عن مصير من يتعلقون بعنقها. ليست قديسة، وليست أميرة. ليست إلا ابنة كبير القرية التي وجدت نفسها في العراء، تنتقل على ظهور البغال والمراكب والسفن، تقطع الأنهار وتعبر الجبال إلى حيث الجليد والموت، يتبعها آلاف الغرباء، لا يرون فيها إلا شمسًا سطعت من الشرق لتُخرجهم إلى النهار.
الكنيسة ترتفع عن الأرض بضع درجات، فيصعد بعض الرجال أولًا ليحملوا الأطفال إلى الداخل، ثم يعينون النساء على الصعود.المطر ينحدر من فوق الجبل، يحمل معه الرمال والحجارة الصغيرة. الأطفال يسعلون ويرتجفون. أهرع إلى قلب الكنيسة فأبحث عن أغطية. يبحث آخرون عن طعام.الماء يبلل الأرضية ويجعل الجلوس عليها مُستحيلًا. الظلام سيكون حالكًا. أهز المصابيح فلا أجد فيها زيتًا. متى كانت آخر مرة صلينا فيها هنا؟صرخت طفلة، فالتففنا جميعًا إليها، ثم جذب أنظارنا عقرب تجرفه الماء. بل أن الماء يعُج بالحشرات والعناكب والهوام من كل نوع.ترفع القبطية عينيها إلى السماء وتسأل الله: أين الطريق؟ينهار العالم المألوف من حولها. الفيضان من ناحية، والسيول من ناحية، وجنود الرومان يضرمون النار في قريتها من ناحية. ترفع عينيها إلى السماء وتسأل عن مصير من يتعلقون بعنقها. ليست قديسة، وليست أميرة. ليست إلا ابنة كبير القرية التي وجدت نفسها في العراء، تنتقل على ظهور البغال والمراكب والسفن، تقطع الأنهار وتعبر الجبال إلى حيث الجليد والموت، يتبعها آلاف الغرباء، لا يرون فيها إلا شمسًا سطعت من الشرق لتُخرجهم إلى النهار.