الغُرباء لا مكانَ لهم في هذا المُستنقع الكبير المُسمّى بالعالم, هذه الحياة تأبى الاستقامةَ والاعتدال, حياة تتغذَّى على القلق والتقلّبات وتهوى إطعامَ الصدمات والمُعاناة, هكذا حدَّثني عقلي وأنا أهربُ. هُروب مجدَّدًا, كأنني رضعت هربًا من ثدي قاتلةٍ مُختلّة, كأنهم حقنوني بترياق الفرار.عُدتُّ إلى التشرُّد, كمُحارب عادَ إلى وطنه المُحتل, بداخلي انكسار وانهيار, السأم غزا صدري بضراوة, الضيق استحوذَ عليّ وأصبحتُ سبّابًا ولعّانًا لكلِّ شيء, النوم في العراء وأسفلَ الكباري يُزيد بداخلي الكراهيةَ, ويسحق كلَّ نقطة مُضيئة وأيَّ شُعور بالبراءة والتسامُح, العالم قاسٍ جدًّا, توحُّشه أكبرُ من عِنادي ووقاحتي.العاصمة ظلامها يشتدُّ ويعْمي بصيرَتي على الرؤية, الانهزامُ في صدري يسوقني إلى الهاوية, الإحباطُ يتغلغل في نفسي ويُهيئني إلى ارتكابِ المزيد من الجرائم, انعدامُ الأمل في حياة مُستقرّة يُحوّلني إلى مَسخ, الفقرُ يقذفني بعُنف نحوَ السُّقوط, نهايتي وشيكة وقريبة, ربما السجن.. أو الموت.
الغُرباء لا مكانَ لهم في هذا المُستنقع الكبير المُسمّى بالعالم, هذه الحياة تأبى الاستقامةَ والاعتدال, حياة تتغذَّى على القلق والتقلّبات وتهوى إطعامَ الصدمات والمُعاناة, هكذا حدَّثني عقلي وأنا أهربُ. هُروب مجدَّدًا, كأنني رضعت هربًا من ثدي قاتلةٍ مُختلّة, كأنهم حقنوني بترياق الفرار.عُدتُّ إلى التشرُّد, كمُحارب عادَ إلى وطنه المُحتل, بداخلي انكسار وانهيار, السأم غزا صدري بضراوة, الضيق استحوذَ عليّ وأصبحتُ سبّابًا ولعّانًا لكلِّ شيء, النوم في العراء وأسفلَ الكباري يُزيد بداخلي الكراهيةَ, ويسحق كلَّ نقطة مُضيئة وأيَّ شُعور بالبراءة والتسامُح, العالم قاسٍ جدًّا, توحُّشه أكبرُ من عِنادي ووقاحتي.العاصمة ظلامها يشتدُّ ويعْمي بصيرَتي على الرؤية, الانهزامُ في صدري يسوقني إلى الهاوية, الإحباطُ يتغلغل في نفسي ويُهيئني إلى ارتكابِ المزيد من الجرائم, انعدامُ الأمل في حياة مُستقرّة يُحوّلني إلى مَسخ, الفقرُ يقذفني بعُنف نحوَ السُّقوط, نهايتي وشيكة وقريبة, ربما السجن.. أو الموت.