المخيلة عند إدغار ألن بو هي ملكة الطاقات الروحية، لكنه يعني بهذه الكلمة شيئاً أعظم مما يعرفه عامة القراء. ليست المخيلة التوهم، ليست كذلك الحساسية، المخيلة طاقة تكتشف، بعيداً عن المناهج الفلسفية وخارجها، العلائق الحميمة بين الأشياء، وأسرارها وتطابقها وتجانسها. وإدغار ألن بو ليس كبيراً بعدته الأدبية المعجزة وحسب، بل أيضاً بحبه للجميل، وإدراكه شروط انسجام الجمال، وبشعره العميق الحزين، الشفاف المحكم كالجوهرة، بأسلوبه العجيب الصافي الخارق المسرود كالدرع، السهل الممتع الذي يهدف، أول ما يهدف، إلى دفع القارئ بليونة ويسر نحو الهدف المقرر، أخيراً، على الخصوص، بهذه العبقرية التي لا مثيل لها، وهذا المزاج الفريد الذي أتاح له أن يصور بطريقة، فائقة، آسرة، مرعبة -كل ما هو غريب واستثنائي في نظام الحياة والفكر. يدخل القارئ إلى عالمه كما يدخل دوامة، بهدوء وعنف. إن زهوه يفاجئ ويترك الفكر في يقظة. نشعر أولاً أن ثمة شيئاً جليلاً، ثم تتبدى رويداً رويداً، قصة تكمن لذتها كلها في زيغان الذهن زيغاناً لا يدرك، في تصور غير منتظر، في فرضية جريئة، في تهور بين مزالق الطبيعة، وهذا كله يجري في مزيج غريب من الطاقات الروحية الغريبة، وإذ يتحد القارئ بهذا الدوار يضطر إلى متابعة الكاتب في سرده القصصي الجذاب. وهذه ثلاثون قصة مختارة من روائع قصصية تصدر باللغة العربية رأينا أن نقدمها في هذا الكتاب تقديراً لكاتبها الذي مضى على وفاته أكثر من مائة وخمسين عاماً.
المخيلة عند إدغار ألن بو هي ملكة الطاقات الروحية، لكنه يعني بهذه الكلمة شيئاً أعظم مما يعرفه عامة القراء. ليست المخيلة التوهم، ليست كذلك الحساسية، المخيلة طاقة تكتشف، بعيداً عن المناهج الفلسفية وخارجها، العلائق الحميمة بين الأشياء، وأسرارها وتطابقها وتجانسها. وإدغار ألن بو ليس كبيراً بعدته الأدبية المعجزة وحسب، بل أيضاً بحبه للجميل، وإدراكه شروط انسجام الجمال، وبشعره العميق الحزين، الشفاف المحكم كالجوهرة، بأسلوبه العجيب الصافي الخارق المسرود كالدرع، السهل الممتع الذي يهدف، أول ما يهدف، إلى دفع القارئ بليونة ويسر نحو الهدف المقرر، أخيراً، على الخصوص، بهذه العبقرية التي لا مثيل لها، وهذا المزاج الفريد الذي أتاح له أن يصور بطريقة، فائقة، آسرة، مرعبة -كل ما هو غريب واستثنائي في نظام الحياة والفكر. يدخل القارئ إلى عالمه كما يدخل دوامة، بهدوء وعنف. إن زهوه يفاجئ ويترك الفكر في يقظة. نشعر أولاً أن ثمة شيئاً جليلاً، ثم تتبدى رويداً رويداً، قصة تكمن لذتها كلها في زيغان الذهن زيغاناً لا يدرك، في تصور غير منتظر، في فرضية جريئة، في تهور بين مزالق الطبيعة، وهذا كله يجري في مزيج غريب من الطاقات الروحية الغريبة، وإذ يتحد القارئ بهذا الدوار يضطر إلى متابعة الكاتب في سرده القصصي الجذاب. وهذه ثلاثون قصة مختارة من روائع قصصية تصدر باللغة العربية رأينا أن نقدمها في هذا الكتاب تقديراً لكاتبها الذي مضى على وفاته أكثر من مائة وخمسين عاماً.