... بهذا المعنى؛ فإن المديوكر هو أكثر أعداء التّغيير، يدرك - قبل الآخرين - أنّه ليس موهوباً، لكنّه يستعيض عن قلّة الموهبة هذه بالاجتهاد المستمرّ، فيما تتكوّن في ذهنه يوماً بعد يوم هالةً كبيرة عن ذاته وعمّا يقدّمه من «ضحالة»، ومن ثمّ يكون من الصّعب على أيٍّ كان أن يقنعه بغير ما يظنّه عن نفسه، ستجده يعادي كلّ من يخالفه الرّأي أو ينتقد عمله بشكل مباشر. فيما يكون الموهوب دائم الشّك في موهبته، لأنّه مؤمن بأنّ ما يقدّمه من إبداع لن يُرضي الجميع، ولن تجده يتكلّم عن ذاته بالثّقة اللامتناهية التي يملكها فقير الموهبة. الموهوب شخص يشكّ في ذاته أصلاً وفيما يقدّمه من إبداع، كائن موسوس رهين شك وقلق دائمين، ولأنّه أبعد ما يكون عن نعمة اليقين الواثق التي يتمتّع بها فقير الموهبة، تجده منصتاً لنقد وملاحظات الآخرين كي يتعلّم، ما يجعله دائم التّطوير من نفسه ومن أدواته. أمّا المديوكر فلا يطوّر من نفسه لأنّه لا يملك فضيلة الإنصات، ستجده يجترّ ما قدّم عشرات المرّات، يدور في ساقية وعلى عينيه عصابة تمنعه من رؤية المكان الذي يدوس فيه، فقط يدور، مؤمناً بينه وبين نفسه أنّه يتحرّك.. وأنّه ينجز.. وأنّه يتقدّم.
... بهذا المعنى؛ فإن المديوكر هو أكثر أعداء التّغيير، يدرك - قبل الآخرين - أنّه ليس موهوباً، لكنّه يستعيض عن قلّة الموهبة هذه بالاجتهاد المستمرّ، فيما تتكوّن في ذهنه يوماً بعد يوم هالةً كبيرة عن ذاته وعمّا يقدّمه من «ضحالة»، ومن ثمّ يكون من الصّعب على أيٍّ كان أن يقنعه بغير ما يظنّه عن نفسه، ستجده يعادي كلّ من يخالفه الرّأي أو ينتقد عمله بشكل مباشر. فيما يكون الموهوب دائم الشّك في موهبته، لأنّه مؤمن بأنّ ما يقدّمه من إبداع لن يُرضي الجميع، ولن تجده يتكلّم عن ذاته بالثّقة اللامتناهية التي يملكها فقير الموهبة. الموهوب شخص يشكّ في ذاته أصلاً وفيما يقدّمه من إبداع، كائن موسوس رهين شك وقلق دائمين، ولأنّه أبعد ما يكون عن نعمة اليقين الواثق التي يتمتّع بها فقير الموهبة، تجده منصتاً لنقد وملاحظات الآخرين كي يتعلّم، ما يجعله دائم التّطوير من نفسه ومن أدواته. أمّا المديوكر فلا يطوّر من نفسه لأنّه لا يملك فضيلة الإنصات، ستجده يجترّ ما قدّم عشرات المرّات، يدور في ساقية وعلى عينيه عصابة تمنعه من رؤية المكان الذي يدوس فيه، فقط يدور، مؤمناً بينه وبين نفسه أنّه يتحرّك.. وأنّه ينجز.. وأنّه يتقدّم.