نصف الدهشة مصطفي البلكي أدب عربي•دراما سبع حركات للقسوة•البهيجي•جلنارة حمراء

يواصل البلكي خلال 19 قصة ضمتهم نصف الدهشة الإبحار في عالمه الذي يعرفه, مرتكزا على موروث اجتماعي وخصوصية لا تنضب حكاياتها يوظف خلالها الموروث الذي اكتنزه في ذاكرته, ليعلو به من الآني الزائل ليكسب الشخصيات بعدًا إنسانيًا يجعلها تتجسد أمام القارئ وكأنها بشر من لحم ودم يمرون بالعواطف المتنوعة والمشاعر المتناقضة والخلاف البشري الخلاق.يحافظ في قصص المجموعة على جماليات القص كما اختارها لنفسه ووفقًا لرؤيته للفن والحياة, حيث يظل حارسًا أمينًا لكثير من الطقوس التي عرفها في بيئته الريفية الصعيدية, هذه الطقوس الحياتية تنشغل بها الشخصيات أثناء السرد لكنها لا تحتل الصدارة مطلقا: إذ تظل في الخلفية وكأننا أمام مسرحية تتحرك فيها الشخصيات وتمارس تلك الطقوس الخلفية لها, ولا تتوقف فاعلية الموروث الذي يبرع فيه البلكي في توظيفه عند الطقوس اليومية, وإنما يتغلغل في الشخصيات في فكرها, وحوارها, وفي الأشياء المحيطة بها, وكل هذه الأشياء من الموروث المادي والمعنوي يحسن البلكي تفعليها بحيث لا تشعر أنها مقحمة في القصة, إنها تؤطره وتحفظ له خصوصيته التي لا ينازعه فيها أحد.