تاريخ الجنسانية (4) اعترافات اللحم ميشيل فوكو الفلسفة مولد السياسة الحيوية•المراقبة و المعاقبة : ولادة السجن•يجب الدفاع عن المجتمع•تأويل الذات•تاريخ الجنسانية (3) الإهتمام بالذات•تاريخ الجنسانية (2) استعمال اللذات•المقالات الايرانية•حكم الذات و حكم الاخرين•تاريخ الجنسانية (1) ارادة المعرفة•ولادة الطب السريري•تاريخ الجنسانية ج 2 - استعمال المتع•تاريخ الجنسانية 3 - الانشغال بالذات•تاريخ الجنسانية 1 - ارادة العرفان•عن الطبيعه الانسانية•نظام الخطاب•حفريات المعرفة•تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي
الفلسفة و ازمة الفكر العربي الإسلامي•ثناء على الجيل الجديد•الدرس الفلسفي في المدارس الدينية•بعيدا عن الدرجات•السياسة•هكذا تكلم زرادشت•ملاحظات في الألوان•فن الجدل او فن ان تكون دائما على صواب•جمهورية أفلاطون•فلسفة اللذة والألم•الفلسفة التحليلية•مرارة الظلم : اللاإنسانية ودورها في الفلسفة النسوية
سنة 1984، قبل موت ميشال فوكو بفترة وجيزة، ظهر الجزءان الثاني والثالث من تاريخ الجنسانية. وتوقف عمله على بقية الأجزاء. وأخيرًا، وبعد عمل استمر لثماني سنوات ظهر الجزء الرابع من الكتاب. إن التحوّل من الإتيفا اليونانية - الرومانية إلى الإتيقا المسيحية - التي هي موضوع الجزء الرابع - لا يجب أن نبحث عن جهة القانون والمنع والتحريم، بل نلتفت جهة ممارسات الذات وتقنيات تشكلها وكيفيات بناء مؤسسات تقشفها وزهادتها ورهبنتها انطلاقًا من البنى الكنسية في نوعية فهمها للجنس والرغبة والمتعة زواجيًا أو خارج الزواج، وبناء خطاب صارم في التوبة والتعميد والطهارة والعذرية، كل ذلك من خلال التمفصل الذي عماده الاعتراف واللحم.ففوكو جعل الاعتراف سبيلًا لا غنى عنه لانتاج القول الحق وقول الحقيقة، إلى درجة يمكن القول معها إنّا أصبحنا مجتمعًا اعترافيًا إلى حد الشذوذ. إن الذات المعترفة يمارس عليها الاعتراف إغراء لا راد له في سبيل الحقيقة إلى درجة التضحية بالذات، فالاعتراف يحرر من حيث هو قول الحقيقة. إن رغبة الفرد في معرفة حقيقة ذاته تجعل الاعترافات تتوالى للذات وللآخرين المفترض فيهم قدرة إطلاعنا على حقائقنا، بفضل ما يملكونه من قدرة على فهم وتفسير اعترافنا. فمن الاعتراف المتمحور حول الجنس نقول حقيقة الجنس ليخبرنا الجنس عن حقيقتنا. فكما قام علم لـ الجنون يُظهر حقيقته حتى لا نخسر حقيقتنا، قام علم لـ الجنس بقول حقيقته لنرى فيها حقيقتنا. حقيقة الذات في الآخر الذي يعرف، المعرفة في الذات لما لا تعرفه هي ذاتها. لذلك يعود فوكو إلى الأصول التي سينبني عليها الاعتراف الكنسي، نعني إلى آدم وحواء واعترافهما بارتكاب الخطيئة وإلى قتل قابيل لهابيل دون اعتراف بجرمه وتلك معصية أشنع من فعل القتل، إذ عدم الاعتراف وقاحة إزاء الرب لا تُغتفر. لذلك عرّبنا ما نحن بسبيله باعترافات اللحم الذي لا يمكن أن تقوله لفظة الجسد أو الجسدان أو البدن، وهو ما يشهد له قول يوحنا كاسيانوس الذي يتحدث عن العيش في الجسد مع تحريرنا من اللحم، نعني الخروج من اللحم مع البقاء في الجسد.
سنة 1984، قبل موت ميشال فوكو بفترة وجيزة، ظهر الجزءان الثاني والثالث من تاريخ الجنسانية. وتوقف عمله على بقية الأجزاء. وأخيرًا، وبعد عمل استمر لثماني سنوات ظهر الجزء الرابع من الكتاب. إن التحوّل من الإتيفا اليونانية - الرومانية إلى الإتيقا المسيحية - التي هي موضوع الجزء الرابع - لا يجب أن نبحث عن جهة القانون والمنع والتحريم، بل نلتفت جهة ممارسات الذات وتقنيات تشكلها وكيفيات بناء مؤسسات تقشفها وزهادتها ورهبنتها انطلاقًا من البنى الكنسية في نوعية فهمها للجنس والرغبة والمتعة زواجيًا أو خارج الزواج، وبناء خطاب صارم في التوبة والتعميد والطهارة والعذرية، كل ذلك من خلال التمفصل الذي عماده الاعتراف واللحم.ففوكو جعل الاعتراف سبيلًا لا غنى عنه لانتاج القول الحق وقول الحقيقة، إلى درجة يمكن القول معها إنّا أصبحنا مجتمعًا اعترافيًا إلى حد الشذوذ. إن الذات المعترفة يمارس عليها الاعتراف إغراء لا راد له في سبيل الحقيقة إلى درجة التضحية بالذات، فالاعتراف يحرر من حيث هو قول الحقيقة. إن رغبة الفرد في معرفة حقيقة ذاته تجعل الاعترافات تتوالى للذات وللآخرين المفترض فيهم قدرة إطلاعنا على حقائقنا، بفضل ما يملكونه من قدرة على فهم وتفسير اعترافنا. فمن الاعتراف المتمحور حول الجنس نقول حقيقة الجنس ليخبرنا الجنس عن حقيقتنا. فكما قام علم لـ الجنون يُظهر حقيقته حتى لا نخسر حقيقتنا، قام علم لـ الجنس بقول حقيقته لنرى فيها حقيقتنا. حقيقة الذات في الآخر الذي يعرف، المعرفة في الذات لما لا تعرفه هي ذاتها. لذلك يعود فوكو إلى الأصول التي سينبني عليها الاعتراف الكنسي، نعني إلى آدم وحواء واعترافهما بارتكاب الخطيئة وإلى قتل قابيل لهابيل دون اعتراف بجرمه وتلك معصية أشنع من فعل القتل، إذ عدم الاعتراف وقاحة إزاء الرب لا تُغتفر. لذلك عرّبنا ما نحن بسبيله باعترافات اللحم الذي لا يمكن أن تقوله لفظة الجسد أو الجسدان أو البدن، وهو ما يشهد له قول يوحنا كاسيانوس الذي يتحدث عن العيش في الجسد مع تحريرنا من اللحم، نعني الخروج من اللحم مع البقاء في الجسد.