هي روايةٌ تقف على حوافٍّ كثيرة، وتُفصِّل في التاريخ العام انطلاقًا من الشخصي وما يحدثُ من هزات نفسية للأفراد كما تهتزُّ البلاد في المنعرجات الكبرى تدفعك الرواية إلى التساؤل أيهُمَا أفضل: الحلمُ المتفائلُ أو الكابوسُ المزعج؟ سيبدو الأمر في البدايةِ محسومًا حتّى وإن تنبَّأت الأبراجُ الفلكيَّةُ بعكسِهِ. لكنَّك مع كوثر وتمَسُّكِها المحموم بحبِّها الأوَّل زكريا، وبحثِها عنه، ومحاولة استعادتِه بعد أن خطفَ عقلَهُ الإسلاميُّون؛ ستجدُ نفسكَ وسط الدخّان والغبار وهياج المعارك، كأنَّ حرباً وشيكةً ستشتعلُ بعد قليل، في الحرم الجامعي، أو في الملعبِ المعشوشب، حيثُ يُقيمُ الشيوعيُّون مائدةً مستديرةً حول حقوقِ المرأة. ولأنَّ الحياة حظٌّ متقطِّع وسوءُ حظٍّ متواصل؛ تتقاطعُ مصائر البطليْنِ مع الدكتور ومراد وغالية وحمّاد والشيخ المزراوي بيدهِ التي تباركُ شباب الجماعة المُتحمِّسين للقتال. من أجواء الرواية نقرأ:إنها الفتاة الأولى التي أتعرَّف عليها في حياتي القديمة، الجاهلية، قبل أن يضع المزراوي يدي في يد رحاب ويقول لي هذه امرأتكَ على سُنَّة الله ورسوله. أتذكَّرها، كوثر، بمناسبة هجومنا الوشيك على القاعة. وأقول إنني تخلَّصتُ منها في الوقت المناسب. دامت علاقتنا عشرة أشهر. وهذا لا يعني شيئًا بالنسبة إليَّ. تخلَّيتُ عنها بعد أن أدركتُ أهدافي الحقيقية. صورتُها استمرَّت في ذهني مدَّة. صورتُها التي هي في الآن نفسه شريط من الصوَر. صوَر الصيف الذي مضى. صورة نهدَيْن سخيَّيْن، لم أرهما، أتصوَّرهما. تحت المعطف البنِّيِّ الثقيل شتاءً. والقميص الخفيف صيفًا. هذه الصور لم تفارقني. تحضرني في كلِّ مرَّة أتذكَّر فيها يد الشيخ المزراوي وهي تمسِّد شَعْري، أحسُّ بعضوي ينتعظ من النشوة. وأُحلِّق بعيدًا رُفْقَةَ كوثر، ونهدَيْها السخيَيْن. أتذكَّرها الآن بحنين أستغرب له. وأنا الذي اعتقدتُ أنني شُفيتُ.
هي روايةٌ تقف على حوافٍّ كثيرة، وتُفصِّل في التاريخ العام انطلاقًا من الشخصي وما يحدثُ من هزات نفسية للأفراد كما تهتزُّ البلاد في المنعرجات الكبرى تدفعك الرواية إلى التساؤل أيهُمَا أفضل: الحلمُ المتفائلُ أو الكابوسُ المزعج؟ سيبدو الأمر في البدايةِ محسومًا حتّى وإن تنبَّأت الأبراجُ الفلكيَّةُ بعكسِهِ. لكنَّك مع كوثر وتمَسُّكِها المحموم بحبِّها الأوَّل زكريا، وبحثِها عنه، ومحاولة استعادتِه بعد أن خطفَ عقلَهُ الإسلاميُّون؛ ستجدُ نفسكَ وسط الدخّان والغبار وهياج المعارك، كأنَّ حرباً وشيكةً ستشتعلُ بعد قليل، في الحرم الجامعي، أو في الملعبِ المعشوشب، حيثُ يُقيمُ الشيوعيُّون مائدةً مستديرةً حول حقوقِ المرأة. ولأنَّ الحياة حظٌّ متقطِّع وسوءُ حظٍّ متواصل؛ تتقاطعُ مصائر البطليْنِ مع الدكتور ومراد وغالية وحمّاد والشيخ المزراوي بيدهِ التي تباركُ شباب الجماعة المُتحمِّسين للقتال. من أجواء الرواية نقرأ:إنها الفتاة الأولى التي أتعرَّف عليها في حياتي القديمة، الجاهلية، قبل أن يضع المزراوي يدي في يد رحاب ويقول لي هذه امرأتكَ على سُنَّة الله ورسوله. أتذكَّرها، كوثر، بمناسبة هجومنا الوشيك على القاعة. وأقول إنني تخلَّصتُ منها في الوقت المناسب. دامت علاقتنا عشرة أشهر. وهذا لا يعني شيئًا بالنسبة إليَّ. تخلَّيتُ عنها بعد أن أدركتُ أهدافي الحقيقية. صورتُها استمرَّت في ذهني مدَّة. صورتُها التي هي في الآن نفسه شريط من الصوَر. صوَر الصيف الذي مضى. صورة نهدَيْن سخيَّيْن، لم أرهما، أتصوَّرهما. تحت المعطف البنِّيِّ الثقيل شتاءً. والقميص الخفيف صيفًا. هذه الصور لم تفارقني. تحضرني في كلِّ مرَّة أتذكَّر فيها يد الشيخ المزراوي وهي تمسِّد شَعْري، أحسُّ بعضوي ينتعظ من النشوة. وأُحلِّق بعيدًا رُفْقَةَ كوثر، ونهدَيْها السخيَيْن. أتذكَّرها الآن بحنين أستغرب له. وأنا الذي اعتقدتُ أنني شُفيتُ.