عندما أصدر الشّاعر الفرنسيّ جاك بريفيـر Jacques Prévert (1900 – 1977) كتابهُ المعروف كلمات Paroles سنة 1946، انقسمت السّاحةُ الأدبيّة والنقديّة الفرنسيّة إلى موقفيْن متناقضيْن: اعتبـر الأوّل أنّ الكتابَ مجرّد يوميّات أو مواقف ذاتيّة ساخرة لا علاقة لها بالكتابة الشعريّة، واعتبـر الثّاني أنّ البساطة الّتي كُتبت بها نصوصه تُخفي وراءها وعيًا مكثّفا بالكلمات والأشياء وهندسة دقيقة تجعلها في خانة الشّعر. وقد قاد هذا النقاش جيلا بأكمله إلى إعادة النّظر في مفهوم الشعريّة برُمّته. بعدَ خمس سنوات من هذا الحَدث الثقافيّ، وُلد كريستيان بوبان ليكون واحدًا من أولئك الّذين يعيدون طرحَ أسئلة الكتابة الأدبيّة داخل أفق النصّ المفتوح والتخلّص من القواعد الجاهزة والمصادرات النقديّة الخانقة لأيّ نفس إبداعيّ. لذلك، سيكون عليكَ، وأنت تتهيّأ لقراءة هذا الكتاب أن تتخلّص من جميع أحكامك المُسبقة عن الكتابة. وإذا كان الشّعر بهلوانا مغامرًا، فإنّ السّرد هنا هو حبلهُ النّحيف الممتدّ في الحكاية، ولكنّهُ حبلٌ غيـر مرئيّ، ليس لأنّهُ شفّاف، بل لأنّ الدهشة الّتي يتركها البهلوان في أذهاننا وهو يقطع طريقه في الهواء تجعلنا غيـر منتبهين إليه. وخوفا من السّقوط، ننسى دومًا الحبل الّذي أنجانا من السّقوط.
تعليقات مضافه من الاشخاص
اشترك في قائمة الاصدارات لمعرفة احدث الكتب والعروض
تاكيد الدفع بالبطاقة الائتمانية
برجاء الضغط علي موافق ليقوم الموقع بتحويلك لبوابة الدفع الالكتروني
عندما أصدر الشّاعر الفرنسيّ جاك بريفيـر Jacques Prévert (1900 – 1977) كتابهُ المعروف كلمات Paroles سنة 1946، انقسمت السّاحةُ الأدبيّة والنقديّة الفرنسيّة إلى موقفيْن متناقضيْن: اعتبـر الأوّل أنّ الكتابَ مجرّد يوميّات أو مواقف ذاتيّة ساخرة لا علاقة لها بالكتابة الشعريّة، واعتبـر الثّاني أنّ البساطة الّتي كُتبت بها نصوصه تُخفي وراءها وعيًا مكثّفا بالكلمات والأشياء وهندسة دقيقة تجعلها في خانة الشّعر. وقد قاد هذا النقاش جيلا بأكمله إلى إعادة النّظر في مفهوم الشعريّة برُمّته. بعدَ خمس سنوات من هذا الحَدث الثقافيّ، وُلد كريستيان بوبان ليكون واحدًا من أولئك الّذين يعيدون طرحَ أسئلة الكتابة الأدبيّة داخل أفق النصّ المفتوح والتخلّص من القواعد الجاهزة والمصادرات النقديّة الخانقة لأيّ نفس إبداعيّ. لذلك، سيكون عليكَ، وأنت تتهيّأ لقراءة هذا الكتاب أن تتخلّص من جميع أحكامك المُسبقة عن الكتابة. وإذا كان الشّعر بهلوانا مغامرًا، فإنّ السّرد هنا هو حبلهُ النّحيف الممتدّ في الحكاية، ولكنّهُ حبلٌ غيـر مرئيّ، ليس لأنّهُ شفّاف، بل لأنّ الدهشة الّتي يتركها البهلوان في أذهاننا وهو يقطع طريقه في الهواء تجعلنا غيـر منتبهين إليه. وخوفا من السّقوط، ننسى دومًا الحبل الّذي أنجانا من السّقوط.