الفلسفة و ازمة الفكر العربي الإسلامي•ثناء على الجيل الجديد•الدرس الفلسفي في المدارس الدينية•بعيدا عن الدرجات•السياسة•هكذا تكلم زرادشت•ملاحظات في الألوان•فن الجدل او فن ان تكون دائما على صواب•جمهورية أفلاطون•فلسفة اللذة والألم•الفلسفة التحليلية•مرارة الظلم : اللاإنسانية ودورها في الفلسفة النسوية
إن الحياة الحقة غائبة. غير أننا نوجد في العالم. هي ذي القضية التي يفتتح بها لفيناس القسم الأول من كتابه الكلية واللامتناهي، بحث في البرانية. تحتمل هذه القضية تأويلات متعددة، لكن أي تأويل لا يستند إلى أصل هذه القضية، سيكون مستندا إلى فهم من غير أساس. وذلك لأن هذه القضية لا ترجع في أصلها للفيناس، وإنما ترجع لآرثر رامبو، وذلك لأن لفيناس لا يكشف في الكثير من استشهاداته عن مصدر بعض أفكاره، ليس إتلافا للمصدر، ولا استهانة بالتوثيق الأكاديمي، بل يعول على قارئ متفلسف نبيه، ولهذا فهو لا يأبه بأي قارئ لا يبذل جهدا في الكشف عن مصادر الفيلسوف، لأن لفيناس لا يحدو حدو الكثير من الباحثين الذين لا يضيفون شيئا للفهم ولا للتأويل أو ابتكار أسلوب مغاير في البحث، سوى إثقال مقالاتهم النقلية الخالية من جهد التأويل والابتكار، بلوائح غليظة من المصادر والمراجع ولواحقها من المقالات والأبحاث المنشورة في المجلات المحكمة وغيرها. وحتى يكون مرادنا أوضح فإن قضية لفيناس تستند إلى العبارة الشعرية التالية، الواردة في المقطع الأخير من نص هذيان Délire من ديوان موسم في الجحيم ١٨٧٣، على لسان امرأة مخبولة: يالها من حياة! الحياة الحقة غائبة. غير أننا لا نوجد في العالم. بالطبع لفيناس يضع عبارة الحياة الحقة غائبة بين مزدوجتين، دون إحالة، لكنه يجري تعديلا على الشق الثاني من العبارة، فيحوله من دلالة السلب إلى دلالة الإيجاب. وهو بذلك يرشدنا إلى منشأ الميتافيزيقا، بإيجاز يقتضيه السياق، فهو يؤكد على أننا وإن كانت الحياة لا ترضينا، وحتى لو كنا نواجه شرا جذريا في العالم، فإننا نوجد في هذا العالم، وليس خارجه، وبذلك فلا بد لنا من تحمل مساوئ الوجود، إذ الجحيم لا يوجد في الماوراء، بل في عالمنا العيني. خاصة إذا كان سياق الوجود واقعا تحت إرادة قوى غفلية، أو حتى أشخاص بعينهم من أجل الهيمنة، وإرجاع الآخر إلى المماثل. بذلك يقلب لفيناس عبارة رامبو إلى مفارقة، غير أنها مفارقة لا تقود إلا نحو رغبة في اللامتناهي لا تتجه من الذات نحو الآخر، بل من الآخر نحو الذات، كمنبع للدلالة أو للمسئولية من غير مقابل. هذا التنقيب هو جهد شخصي، إذ لم أعثر فيما قرأت من شراح لفيناس، بالرغم من علو كعبهم، على شارح نبيه يكشف عن مصادر لفيناس التي يخفيها عن قصد. للإشارة آخر عبارة في كتاب الكلية واللامتناهي هي لبودلير ، وهذا يتطلب من قارئ ودارس ومترجم لفيناس جهدا مضاعفا وقد حاولنا في ترجمتنا هذه توثيق كل الاستشهادات في الهوامش مرفقة بالتعليقات وبعض الشروحات.
إن الحياة الحقة غائبة. غير أننا نوجد في العالم. هي ذي القضية التي يفتتح بها لفيناس القسم الأول من كتابه الكلية واللامتناهي، بحث في البرانية. تحتمل هذه القضية تأويلات متعددة، لكن أي تأويل لا يستند إلى أصل هذه القضية، سيكون مستندا إلى فهم من غير أساس. وذلك لأن هذه القضية لا ترجع في أصلها للفيناس، وإنما ترجع لآرثر رامبو، وذلك لأن لفيناس لا يكشف في الكثير من استشهاداته عن مصدر بعض أفكاره، ليس إتلافا للمصدر، ولا استهانة بالتوثيق الأكاديمي، بل يعول على قارئ متفلسف نبيه، ولهذا فهو لا يأبه بأي قارئ لا يبذل جهدا في الكشف عن مصادر الفيلسوف، لأن لفيناس لا يحدو حدو الكثير من الباحثين الذين لا يضيفون شيئا للفهم ولا للتأويل أو ابتكار أسلوب مغاير في البحث، سوى إثقال مقالاتهم النقلية الخالية من جهد التأويل والابتكار، بلوائح غليظة من المصادر والمراجع ولواحقها من المقالات والأبحاث المنشورة في المجلات المحكمة وغيرها. وحتى يكون مرادنا أوضح فإن قضية لفيناس تستند إلى العبارة الشعرية التالية، الواردة في المقطع الأخير من نص هذيان Délire من ديوان موسم في الجحيم ١٨٧٣، على لسان امرأة مخبولة: يالها من حياة! الحياة الحقة غائبة. غير أننا لا نوجد في العالم. بالطبع لفيناس يضع عبارة الحياة الحقة غائبة بين مزدوجتين، دون إحالة، لكنه يجري تعديلا على الشق الثاني من العبارة، فيحوله من دلالة السلب إلى دلالة الإيجاب. وهو بذلك يرشدنا إلى منشأ الميتافيزيقا، بإيجاز يقتضيه السياق، فهو يؤكد على أننا وإن كانت الحياة لا ترضينا، وحتى لو كنا نواجه شرا جذريا في العالم، فإننا نوجد في هذا العالم، وليس خارجه، وبذلك فلا بد لنا من تحمل مساوئ الوجود، إذ الجحيم لا يوجد في الماوراء، بل في عالمنا العيني. خاصة إذا كان سياق الوجود واقعا تحت إرادة قوى غفلية، أو حتى أشخاص بعينهم من أجل الهيمنة، وإرجاع الآخر إلى المماثل. بذلك يقلب لفيناس عبارة رامبو إلى مفارقة، غير أنها مفارقة لا تقود إلا نحو رغبة في اللامتناهي لا تتجه من الذات نحو الآخر، بل من الآخر نحو الذات، كمنبع للدلالة أو للمسئولية من غير مقابل. هذا التنقيب هو جهد شخصي، إذ لم أعثر فيما قرأت من شراح لفيناس، بالرغم من علو كعبهم، على شارح نبيه يكشف عن مصادر لفيناس التي يخفيها عن قصد. للإشارة آخر عبارة في كتاب الكلية واللامتناهي هي لبودلير ، وهذا يتطلب من قارئ ودارس ومترجم لفيناس جهدا مضاعفا وقد حاولنا في ترجمتنا هذه توثيق كل الاستشهادات في الهوامش مرفقة بالتعليقات وبعض الشروحات.