الوحشية ؛ فقدان الهوية الإنسانية آشيل مبيمبي تصنيفات أخري•علم الإجتماع
العقل الواحد و التغير الوظيفي•الجهل•مواقد نرجسية•التثقيف زمن التأفيف•جيل z والنظريات المعززة له•حاضر المصريين أو سر تأخرهم•بروباجندا•اقتصاد السعادة : هل يجعلنا النمو الاقتصادي أكثر سعادة؟•معركة الكلاسيكيات : كيف يمكن للنقاش في القرن التاسع عشر أن ينقذ العلوم الإنسانية اليوم•أسطورة رائد الأعمال•المجتمع ومشاكله : مقدمة لمبادئ علم الاجتماع•قراءات في أعمال نوال السعداوي
ساد الاعتقاد وما زال يسود بأنّ البشريّة تتطوّر باطراد نحو ما هو أفضل. وخيّمت هذه القناعة على الفكر البشري، عند ما سارع فلاسفة عصر الأنوار في القرن الثامن عشر إلى إحداث قطيعة بين الفكر الميتافيزيقي، الغيبي والماورائي من ناحية، والفكر العلمي المجرّد والمادّي من ناحية أخرى. فأصبحت الإنسانية، خاصة منذ انطلاق الثورة الصناعيّة خلال القرن التاسع عشر، واثقة من نفسها بعد السيطرة على المجال والمادّة في نفس الوقت، بل والانطلاق لسبر أغوار الفضاء. وبالرغم من هذا التطوّر، والأمل في التحكّم ماديّا في الموارد الطبيعيّة، وتحقيق المزيد من الحقوق بتكريس حقّ المواطنة دون تمييز عنصري، فقد تفاقمت وحشيّة الإنسان لا إزاء أمثاله مهما كانت أصولهم ومشاربهم فحسب، بل وإزاء جميع بقيّة الكائنات الحيّة الأخرى، ملحقا أيضا الأضرار الفادحة بالوسط الطبيعي والبيئة التي يعيش فيها. وحشية تجاوزت الحدود، لا بسبب الحروب المتواترة والتصفيات العرقية التي اتخذت طابع الإبادة، والعنصرية التي، وإن خفّت ظاهريا أساليبها، ولكنها تنذر بالعودة بأكثر حدّة ووحشية فحسب، بل وحشية تجاوزت حدود الوحشية التي عرفتها فصيلة الديناصورات والتي أدّت إلى انقراضها.
ساد الاعتقاد وما زال يسود بأنّ البشريّة تتطوّر باطراد نحو ما هو أفضل. وخيّمت هذه القناعة على الفكر البشري، عند ما سارع فلاسفة عصر الأنوار في القرن الثامن عشر إلى إحداث قطيعة بين الفكر الميتافيزيقي، الغيبي والماورائي من ناحية، والفكر العلمي المجرّد والمادّي من ناحية أخرى. فأصبحت الإنسانية، خاصة منذ انطلاق الثورة الصناعيّة خلال القرن التاسع عشر، واثقة من نفسها بعد السيطرة على المجال والمادّة في نفس الوقت، بل والانطلاق لسبر أغوار الفضاء. وبالرغم من هذا التطوّر، والأمل في التحكّم ماديّا في الموارد الطبيعيّة، وتحقيق المزيد من الحقوق بتكريس حقّ المواطنة دون تمييز عنصري، فقد تفاقمت وحشيّة الإنسان لا إزاء أمثاله مهما كانت أصولهم ومشاربهم فحسب، بل وإزاء جميع بقيّة الكائنات الحيّة الأخرى، ملحقا أيضا الأضرار الفادحة بالوسط الطبيعي والبيئة التي يعيش فيها. وحشية تجاوزت الحدود، لا بسبب الحروب المتواترة والتصفيات العرقية التي اتخذت طابع الإبادة، والعنصرية التي، وإن خفّت ظاهريا أساليبها، ولكنها تنذر بالعودة بأكثر حدّة ووحشية فحسب، بل وحشية تجاوزت حدود الوحشية التي عرفتها فصيلة الديناصورات والتي أدّت إلى انقراضها.