اشتجرت في رأسه الأفكار، وغاص في تأملاته . .قديما، كنت رجلا كأي رجل آخر، لدي في كل يوم فكرة، بل في كل ساعة، وفي كل دقيقة، وكانت نفسي الغنية الشابة حافلة بالنزوات والتصورات . . وكان رأسي عامرا بالفتيات الصغيرات وبنزهات في ظلام الليل الداجي تحت أغصان شجر الكستناء الطويلة، لقد كان في خيالي عيد دائم، وكنت أستطيع أن أفكر فيما أريد في أي وقت . . فقد كنت حرا ! أما الآن، فإني أسير، جسمي مكبل بالحديد في زنزانة، ونفسي سجينة في فكرة مروعة دامية لا ترحم، ولم تعد لدي سوي فكرة واحدة، سوي اقتناع واحد ويقين واحد: أني محكوم علي بالإعدام . .هذا ما كان، وما سيكون . . فمن منا لم يحلم، أو يفكر، فيما بينه وبين نفسه، في آخر يوم في حياة شخص محكوم عليه بالإعدام؟
اشتجرت في رأسه الأفكار، وغاص في تأملاته . .قديما، كنت رجلا كأي رجل آخر، لدي في كل يوم فكرة، بل في كل ساعة، وفي كل دقيقة، وكانت نفسي الغنية الشابة حافلة بالنزوات والتصورات . . وكان رأسي عامرا بالفتيات الصغيرات وبنزهات في ظلام الليل الداجي تحت أغصان شجر الكستناء الطويلة، لقد كان في خيالي عيد دائم، وكنت أستطيع أن أفكر فيما أريد في أي وقت . . فقد كنت حرا ! أما الآن، فإني أسير، جسمي مكبل بالحديد في زنزانة، ونفسي سجينة في فكرة مروعة دامية لا ترحم، ولم تعد لدي سوي فكرة واحدة، سوي اقتناع واحد ويقين واحد: أني محكوم علي بالإعدام . .هذا ما كان، وما سيكون . . فمن منا لم يحلم، أو يفكر، فيما بينه وبين نفسه، في آخر يوم في حياة شخص محكوم عليه بالإعدام؟