اعتاد مُعظم الأدباء، أن يؤكّدوا في مقدمة رواياتهم، أن أبطال الرواية من نَسْج خيالهم، وكنتُ على وشك أن أحذو حذوهم، ولكن بعد كتابة الأسطر الأولى في هذه الرواية، فوجئتُ أن أبطال الرواية أناس حقيقيون، أعرفهم ويعرفونني، بل الأكثر من ذلك أصبحنا أصدقاء، وائتمونني على أدقّ أسرارهم.كان بعضهم ينعم بالاستقرار - أو هكذا تخيَّل - فهو في نهاية يومه يجد لنفسه غصنًا يرتاح عليه، بينما كان البعض الآخر منهم يبحث عن هذا الغصن.مشيتُ معهم في رحلة طويلة اختلط فيها الضحك بالبكاء، كتبتُ كل ما رأيتُه عنهم وما سمعته منهم، حاولتُ قدر استطاعتي أن أكون محايدًا؛ لأني عاهدتهم على ذلك، وفي نهاية رحلتي معهم، تركتُهم، وسار كلٌّ منهم في دربه الذي اختاره بإرادته، أو الذي فرضته عليه الأيام، وكانت وصيتهم الأخيرة لي أن أطلب منكم أن تكونوا عادلين في أحكامكم عليهم.وأنا أرجوكم أن تكون أحكامكم عليهم ليست عادلة فقط، بل تُغلّفونها بالرأفة، فيكفيكم أن تعلموا أن جميع أبطال الرواية، ظَلُّوا طوال الرحلة يبحثون عن دنيا، يكون لهم فيها حضن آمن ينعمون فيه بالاستقرار، فإذا بهم يجدون أنفسهم هائمين في دنيا، أصبحوا فيها... طيورًا بلا أغصان
اعتاد مُعظم الأدباء، أن يؤكّدوا في مقدمة رواياتهم، أن أبطال الرواية من نَسْج خيالهم، وكنتُ على وشك أن أحذو حذوهم، ولكن بعد كتابة الأسطر الأولى في هذه الرواية، فوجئتُ أن أبطال الرواية أناس حقيقيون، أعرفهم ويعرفونني، بل الأكثر من ذلك أصبحنا أصدقاء، وائتمونني على أدقّ أسرارهم.كان بعضهم ينعم بالاستقرار - أو هكذا تخيَّل - فهو في نهاية يومه يجد لنفسه غصنًا يرتاح عليه، بينما كان البعض الآخر منهم يبحث عن هذا الغصن.مشيتُ معهم في رحلة طويلة اختلط فيها الضحك بالبكاء، كتبتُ كل ما رأيتُه عنهم وما سمعته منهم، حاولتُ قدر استطاعتي أن أكون محايدًا؛ لأني عاهدتهم على ذلك، وفي نهاية رحلتي معهم، تركتُهم، وسار كلٌّ منهم في دربه الذي اختاره بإرادته، أو الذي فرضته عليه الأيام، وكانت وصيتهم الأخيرة لي أن أطلب منكم أن تكونوا عادلين في أحكامكم عليهم.وأنا أرجوكم أن تكون أحكامكم عليهم ليست عادلة فقط، بل تُغلّفونها بالرأفة، فيكفيكم أن تعلموا أن جميع أبطال الرواية، ظَلُّوا طوال الرحلة يبحثون عن دنيا، يكون لهم فيها حضن آمن ينعمون فيه بالاستقرار، فإذا بهم يجدون أنفسهم هائمين في دنيا، أصبحوا فيها... طيورًا بلا أغصان