التعليم المتمايز استراتيجيات حديثة فى التعليم والتعلم د. هداية ابراهيم الشيخ و آخرون

التعليم المتمايز استراتيجيات حديثة فى التعليم والتعلم

متاح

على المستوى التعليمي فقد نتج عن هذا التمايز والتباين في السمات والقدرات؛ ظهور ما يسمى بالفروق الفردية بين الطلاب بصفة عامة، والطلاب غير الناطقين بالعربية بصفة خاصة؛ مما يمثل تحديًا فعليًا للمعلم في أثناء تأديته لدوره داخل الصف الدراسي، والذي يفرض على المؤسسة التعليمية وجود معلمٍ مدركٍ لأهمية الفروق الفردية، وممتلكٍ لمهارات التعامل معها وإثرائها، وقادرٍ على تصميم أنشطة ومواد تعليمية تناسب هذا الاختلاف والتباين دون المحاولة لتنميط الطلاب ووأد هذه الفروق والقدرات. فهذا التمايز يمثل تحديًا كبيرًا أمام القائمين على العملية التعليمية، والتربوية؛ لتوفير فرص متكافئة لجميع الطلاب، ورفع جودة النظام التعليمي؛ لذا فإنه أصبح من الأهمية بمكان اتباع نهج التعليم المتمايز واستخدام إستراتيجياته؛ حيث إنه يراعي أنماط تعلم الطلاب وذكاءاتهم المتعددة، وتعلمهم في مجموعات بما يسهم في تحقيق أقصى درجات النمو المعرفي والوجداني والمهارى بشكل متكامل. والمعلم الحاذق يستطيع التعرف على الفروق والتباينات المختلفة في مستويات طلابه من خلال الملاحظة وإعطاء نشاطات متمايزة، فقد يجد طالبا لدية قدرة عالية على المثابرة ومواصلة التركيز لفترات طويلة، بينما طالب آخر يفقد تركيزه بسرعة، وقد يجد طالبا لا يتعلم إلا بصورة فردية وآخر لا يتعلم إلا من خلال العمل الجماعي، كما أن بعض الطلاب بصريون، وبعضهم سمعيون، وبعضهم حركيون… وهكذا؛ الأمر الذي يستدعي من المعلم مراعاة هذا التمايز والتباين في قدرات الطلاب، وأنماط ذكائهم، وأساليب تعلمهم. وبناء على ما سبق فقد ظهر نوع حديث من التعليم يُعنى بمراعاة خصاص الطلاب وقدراتهم، وخبراتهم السابقة، وأنماط ذكائهم، والأساليب والطرائق التي يتعلمون بها، حيث يؤكد هذا التعليم على هذا التباين والتمايز، فيتعلم كل فرد في ضوء قدراته الخاصة من خلال مواد تعليمية وأنشطة وأساليب وطرائق تقبل هذا التمايز، وتعمل على إثرائه، ألا وهو (التعليم المتمايز، أو الفارقي، أو المنوع، أو المتباين)، وخصوصا إذا ما اقترن هذه هذا النوع من التعليم بالبرمجيات الإلكترونية التي تتيح للمتعلم أن يتعلم في ضوء قدراته وميوله، كما أنها توفر فرصا متعددة لمخاطبة أنماط الذكاءات المختلفة للمتعلمين، وتراعي أساليبهم المتنوعة في التعليم والتعلم في ميدان التعليم بصفة عامة، وفي ميدان تعليم اللغة الثانية بصفة خاصة

تعليقات مضافه من الاشخاص