امراتان فى امراة نوال السعداوي أدب عربي•دراما مذكرات طبيبة•موت الرجل الوحيد على الأرض•الوجه العاري للمرأة•الرواية•الاسئلة الممنوعة و تجميد العقل•موت معالى الوزير سابقا•موت الرجل الوحيد على الارض•لحظة صدق•تعلمت الحب•الغائب•الرواية•أوراقي حياتي ج 3•أوراقي حياتي ج 2•أوراقي حياتي ج 1•الرجل و الجنس•المراة و الجنس•مذكراتي في سجن النساء•عن المراة و الدين و الاخلاق•موت معالي الوزيرة سابقا•الاغنية الدائرية•الاطفال يغنون للحب•كانت هي الاضعف•جنات .. و ابليس•كسر الحدود
أجراس لا توقظ أحدا•كل ما يجب أن تعرفه عن ش•ثلاثة طوابق للمدينة•خيط البندول•فتيات الكروشيه•الشيخ الأحمر•على أطراف الأصابع•الفتاة ذات القفاز الأبيض•ليان - ما وراء اليقظة•الفراودة - سيرة الفقد و الإلهاء•مشروع التخرج•صيف سويسري
انفجرت شفتاها من ابتسامة، ولمعت عيناها بالبريق، فهذه اللحظة هي هدفها، كانت تريد من البداية، وتسير نحوها بثبات وإصرار، تدرك أنها لا تسير إلا إلى الخطر، حافة الخطر تلك المساحة الصغيرة التي لا تتسع إلاّ لقبرة واحدة، معلقة في الفضاء، من فوقها السماء ومن تحتها الهاوية السحيقة، ويصبح الإنسان مشدوداًُ بين قوتين رهينتين، قوة تشده للسقوط في القاع، وقوة تشده للانطلاق في السماء.عن يقين كانت تعرف أنها لن تسقط في القاع، لن تستسلم. لن تكون بهية شاهين، ولن تعود إلى الوجوه العادية، ولن تغرق في بحر الأجساد المتشابهة أو تسقط في قبر الأيام العادية. رفعت عينيها السوداوين إلى أعلى، وشدت عضلات ظهرها وساقيها، وتقدمت نحوهم بخطوتها الواسعة، تدب كل قدم على حدة فوق الأرض، وتفصل بين ساقيها بثقة وجديّة. حين أصبحت أمامهم وجهاً لوجه قالت بصوتها الهادئ الواثق: هيا بنا. تقدم نحوها أحدهم، ووضع الحديد حول معصميها وقفله بمفتاح وضعه في جيبه. سارت أمامهم بخطوات سريعة، عيناها تسبقان قدميها تبحثان بين الوجوه وانتشال جسدها من بين ملايين الأجساد السابحة في الكون. وحين رأته أمامها صاحت بصوت فرح كالأطفال: سليم!. ومدت ذراعيها لتلتفا حوله، لكن ذراعيها لم تمتدا، وارتعشت يداها من تحت الحلقة الحديدية المغلقة.
انفجرت شفتاها من ابتسامة، ولمعت عيناها بالبريق، فهذه اللحظة هي هدفها، كانت تريد من البداية، وتسير نحوها بثبات وإصرار، تدرك أنها لا تسير إلا إلى الخطر، حافة الخطر تلك المساحة الصغيرة التي لا تتسع إلاّ لقبرة واحدة، معلقة في الفضاء، من فوقها السماء ومن تحتها الهاوية السحيقة، ويصبح الإنسان مشدوداًُ بين قوتين رهينتين، قوة تشده للسقوط في القاع، وقوة تشده للانطلاق في السماء.عن يقين كانت تعرف أنها لن تسقط في القاع، لن تستسلم. لن تكون بهية شاهين، ولن تعود إلى الوجوه العادية، ولن تغرق في بحر الأجساد المتشابهة أو تسقط في قبر الأيام العادية. رفعت عينيها السوداوين إلى أعلى، وشدت عضلات ظهرها وساقيها، وتقدمت نحوهم بخطوتها الواسعة، تدب كل قدم على حدة فوق الأرض، وتفصل بين ساقيها بثقة وجديّة. حين أصبحت أمامهم وجهاً لوجه قالت بصوتها الهادئ الواثق: هيا بنا. تقدم نحوها أحدهم، ووضع الحديد حول معصميها وقفله بمفتاح وضعه في جيبه. سارت أمامهم بخطوات سريعة، عيناها تسبقان قدميها تبحثان بين الوجوه وانتشال جسدها من بين ملايين الأجساد السابحة في الكون. وحين رأته أمامها صاحت بصوت فرح كالأطفال: سليم!. ومدت ذراعيها لتلتفا حوله، لكن ذراعيها لم تمتدا، وارتعشت يداها من تحت الحلقة الحديدية المغلقة.