لقد بلغتِ للتّوّ الثّانية والثّمانين. مازلتِ جميلةً، جذّابةً ومثيرةً. مرّت ثمانية وخمسون سنةً على حياتنا سويّا، وأحبّكِ أكثر من أيّ وقتٍ مضى. منذُ فترة وجيزة، وقعتُ مجدّدا في حبّك، مرّة أخرى. وما زلتُ أحملُ في داخلي خواءً مُفترسا، لا يملؤه شيءٌ سوى دفئ جسدك ملتصقا بجسدي. في اللّيل، أرى أحيانا شبح رجل يمشي، في طريق خاوية وداخل مشهد خلاء، خلف نعش. إنّه أنا هذا الرّجلُ. وأنت التي يحملكِ النّعش. لا أريدُ أن أشهدَ عمليّة حرقكِ. لا أريدُ أن أتلقّى جرّة فيها رمادكِ. أسمع صوت كاثلين فارّيي وهي تغنّي: « Die Welt ist leer, Ich will nicht leben mehr ». فأستيقظُ. أتفقّدُ نفَسكِ. وتتلمّسكِ يدي برفق. يريدُ كلّ منّا ألاّ يُجبر على البقاء حيّا أمام موت الآخر. لطالما قلنا لبعضنا، إنّه إذا كانت لدينا، على وجه الاستحالة، حياةٌ ثانيةٌ، فإنّنا نريدُ أن نحياها معا.
تعليقات مضافه من الاشخاص
اشترك في قائمة الاصدارات لمعرفة احدث الكتب والعروض
تاكيد الدفع بالبطاقة الائتمانية
برجاء الضغط علي موافق ليقوم الموقع بتحويلك لبوابة الدفع الالكتروني
لقد بلغتِ للتّوّ الثّانية والثّمانين. مازلتِ جميلةً، جذّابةً ومثيرةً. مرّت ثمانية وخمسون سنةً على حياتنا سويّا، وأحبّكِ أكثر من أيّ وقتٍ مضى. منذُ فترة وجيزة، وقعتُ مجدّدا في حبّك، مرّة أخرى. وما زلتُ أحملُ في داخلي خواءً مُفترسا، لا يملؤه شيءٌ سوى دفئ جسدك ملتصقا بجسدي. في اللّيل، أرى أحيانا شبح رجل يمشي، في طريق خاوية وداخل مشهد خلاء، خلف نعش. إنّه أنا هذا الرّجلُ. وأنت التي يحملكِ النّعش. لا أريدُ أن أشهدَ عمليّة حرقكِ. لا أريدُ أن أتلقّى جرّة فيها رمادكِ. أسمع صوت كاثلين فارّيي وهي تغنّي: « Die Welt ist leer, Ich will nicht leben mehr ». فأستيقظُ. أتفقّدُ نفَسكِ. وتتلمّسكِ يدي برفق. يريدُ كلّ منّا ألاّ يُجبر على البقاء حيّا أمام موت الآخر. لطالما قلنا لبعضنا، إنّه إذا كانت لدينا، على وجه الاستحالة، حياةٌ ثانيةٌ، فإنّنا نريدُ أن نحياها معا.