كان بول نيزان مُفسِدَ ـــ حفلات. كان يدعو إلى حمل السّلاح ويحثّ على الكُره، طبقةً ضدّ أخرى وضدّ عدوّ هادئ وفان. لم يعد هناك مجال للتّرافق. إمّا أن تقتُلَ أو تُقتَل. لا منطقة وسطى. لا مجال للنّوم. وكان يكرّر على مدى حياته، بوقاحته الرّشيقة، بعينيْه المنكبّتيْن على أظافره: لا تؤمن بالأب نويل، لقد مات منذ زمن بعيد. أمّا الحرب فقد انتهت لتوّها. وهناك في كلّ المداخن الفرنسيّة أحذية وأحذية طويلة من تلك الّتي ملأها الأب نويل بمُعلّبات أمريكيّة.لو كان نيزان بعد على قيد الحياة لكان يقتسم معنا الآن كلّ هذه الصّرامة الجديدة، هكذا نفكّر. ما الّذي أبقى على نقاوته العنيفة؟ لم تكن أكثر من رصاصة. ليس هناك مدعاة للتّفاخر بذلك الآن، فهذا القتيل على وجه الخطأ، كان دائما ما يعبث بهدوء: لقد كتب في كتبه بأنّ برجوازيّا فرنسيّا وقد تجاوز الأربعين سنة من عمره لم يعد أكثر من هيكل عظميّ.
تعليقات مضافه من الاشخاص
اشترك في قائمة الاصدارات لمعرفة احدث الكتب والعروض
تاكيد الدفع بالبطاقة الائتمانية
برجاء الضغط علي موافق ليقوم الموقع بتحويلك لبوابة الدفع الالكتروني
كان بول نيزان مُفسِدَ ـــ حفلات. كان يدعو إلى حمل السّلاح ويحثّ على الكُره، طبقةً ضدّ أخرى وضدّ عدوّ هادئ وفان. لم يعد هناك مجال للتّرافق. إمّا أن تقتُلَ أو تُقتَل. لا منطقة وسطى. لا مجال للنّوم. وكان يكرّر على مدى حياته، بوقاحته الرّشيقة، بعينيْه المنكبّتيْن على أظافره: لا تؤمن بالأب نويل، لقد مات منذ زمن بعيد. أمّا الحرب فقد انتهت لتوّها. وهناك في كلّ المداخن الفرنسيّة أحذية وأحذية طويلة من تلك الّتي ملأها الأب نويل بمُعلّبات أمريكيّة.لو كان نيزان بعد على قيد الحياة لكان يقتسم معنا الآن كلّ هذه الصّرامة الجديدة، هكذا نفكّر. ما الّذي أبقى على نقاوته العنيفة؟ لم تكن أكثر من رصاصة. ليس هناك مدعاة للتّفاخر بذلك الآن، فهذا القتيل على وجه الخطأ، كان دائما ما يعبث بهدوء: لقد كتب في كتبه بأنّ برجوازيّا فرنسيّا وقد تجاوز الأربعين سنة من عمره لم يعد أكثر من هيكل عظميّ.