في الليالي المشابة لا أستطيع النوم، فقط أستسلم لكر الخيبة وفرها حتي تجهز عليَّ، وتسلمني ليوم عمل شاق، ولكن في هذه الليلة، لم تكر الخيبة، ولم تفر، فقط جثمت فوق صدري، غرست نفسها من الداخل للخارج، والعكس، عاثت في صدري أولاً فركلت قلبي مرات ومرات، ثمَّ تلاعبت بالهواء فكانت تشفطه ثمَّ تنفخه فجأة، فلم أدر إن كنت أتنفسه أم أغرق فيه، ثمَّ اندفعت إلى أحشائي بفورة مشتعلة أوشكت على شق بطني ولكنِّها اكتفت بالألم. تقلبتُ يميناً ويساراً بحثاً عن أي نفس فلم أجد، لم أكن مختنقاً حتى الموت، ولم يصل الهواء إلى عمق صدري كذلك، لم أكن راقداً على ظهري، ولا جانبيَّ، ولم أكن جالساً، كنتُ معلقاً من العرقوب، والدم يدق رأسي. لجأت إلى الحمام، فتعريتُ تماماً وصببتُ ماءً قارصاً على جسدي فتمكنتُ بعد بضع شهقات من أن ألتقط أول نفس. ثمَّ افترشتُ الحمام عارياً، سألتً نفسي: ما الأزمة يا يونس؟ أهو أول فشل؟ هل خيبت أملاً لم يعقده أحد عليك؟ ربما كان ما حدث قبل أيام سعياً موفقاً لوضع نهاية مستحقة لذلك الهوس الذي لا يثمر ولا يموت. أقل
في الليالي المشابة لا أستطيع النوم، فقط أستسلم لكر الخيبة وفرها حتي تجهز عليَّ، وتسلمني ليوم عمل شاق، ولكن في هذه الليلة، لم تكر الخيبة، ولم تفر، فقط جثمت فوق صدري، غرست نفسها من الداخل للخارج، والعكس، عاثت في صدري أولاً فركلت قلبي مرات ومرات، ثمَّ تلاعبت بالهواء فكانت تشفطه ثمَّ تنفخه فجأة، فلم أدر إن كنت أتنفسه أم أغرق فيه، ثمَّ اندفعت إلى أحشائي بفورة مشتعلة أوشكت على شق بطني ولكنِّها اكتفت بالألم. تقلبتُ يميناً ويساراً بحثاً عن أي نفس فلم أجد، لم أكن مختنقاً حتى الموت، ولم يصل الهواء إلى عمق صدري كذلك، لم أكن راقداً على ظهري، ولا جانبيَّ، ولم أكن جالساً، كنتُ معلقاً من العرقوب، والدم يدق رأسي. لجأت إلى الحمام، فتعريتُ تماماً وصببتُ ماءً قارصاً على جسدي فتمكنتُ بعد بضع شهقات من أن ألتقط أول نفس. ثمَّ افترشتُ الحمام عارياً، سألتً نفسي: ما الأزمة يا يونس؟ أهو أول فشل؟ هل خيبت أملاً لم يعقده أحد عليك؟ ربما كان ما حدث قبل أيام سعياً موفقاً لوضع نهاية مستحقة لذلك الهوس الذي لا يثمر ولا يموت. أقل