وحي الحب محمود السامرائي رواية منازل اللوعة•دموع اموية
غروب علي الضفة الاخري•ميترو 2033•من و الي•شارع كلوت بك•قشعريرة•حكايات لا تروي للصغار•الغابة•الموت قبل الاخير•بيت طاهر•نصف مرأة•اجمل فتاة في جنوة•المدينة الخاوية
نظر ذلك الرجل الأشيب إلى شارعٍ ممتدٍ، فوقف وأخذ ينظر إليه بحنين بالغ وشوق كبير، اتكأ على عصاه فكان مشهده ينم عن الضعف، لم يشعر العريان يوما بأن أُستاذه أكبر منه بربع قرن إلا في تلك اللحظة، فقد طَوَتْهُ السُّنون وجعلته شيخًا هرمًا، فقال: لِنَسرْ في هذا الشارع.. ومضى متكئًا على عصاه وقد تغير حالُهُ وظهرَ حقًا أنه ابن الخامسة والخمسين، ومن يره الآن يؤمن أنّ شبابه قد ولى بعيدًا، وأن الرَّجل صاحب الفكاهة وروح الشباب قد انسلخ عجوزًا، إلى أن وقف أمام بيت مؤصدة أبوابه، فرفع رأسه إلى نافذة البيت التي كانت مغلقة أيضا، وقال بصوت مشجٍ متهدج يُظهر الإنسان الضعيف: - إنها هنا.. هذه دارها، من يدري؟ لعلها خلف هذه النافذة..! - من هي؟ - هي...هي هنا..!
نظر ذلك الرجل الأشيب إلى شارعٍ ممتدٍ، فوقف وأخذ ينظر إليه بحنين بالغ وشوق كبير، اتكأ على عصاه فكان مشهده ينم عن الضعف، لم يشعر العريان يوما بأن أُستاذه أكبر منه بربع قرن إلا في تلك اللحظة، فقد طَوَتْهُ السُّنون وجعلته شيخًا هرمًا، فقال: لِنَسرْ في هذا الشارع.. ومضى متكئًا على عصاه وقد تغير حالُهُ وظهرَ حقًا أنه ابن الخامسة والخمسين، ومن يره الآن يؤمن أنّ شبابه قد ولى بعيدًا، وأن الرَّجل صاحب الفكاهة وروح الشباب قد انسلخ عجوزًا، إلى أن وقف أمام بيت مؤصدة أبوابه، فرفع رأسه إلى نافذة البيت التي كانت مغلقة أيضا، وقال بصوت مشجٍ متهدج يُظهر الإنسان الضعيف: - إنها هنا.. هذه دارها، من يدري؟ لعلها خلف هذه النافذة..! - من هي؟ - هي...هي هنا..!