البراعة في تأسيس المشاريع الريادية و ادارتها نورم برودسكي بو بيرلينغهام الإدارة•مشروعات ناشئة
ادارة اعمال اللاندسكيب•انشئ مشروعك باستخدام دماغك الأيمن•شركاء لا ينامون - حقق أرباح بلا توقف مع الذكاء الاصطناعي•الشبكة : النموذج الشامل وراء نجاح الأعمال التجارية•الوظيفة الجانبية•سباق السرعة ؛ حل المشكلات الكبرى وإختبار الأفكار الجديدة في خمسة أيام فقط•خرافة ريادة الاعمال•اختبار افكار العمل التجارى•المؤسس غير التقنى•اليوتيوبرز - كيف تبدا قناة وتحقق الربح منها•إدارة المخاطر للشركات الناشئة•المنهجية البسيطة في تأسيس المشاريع الناشئة
البراعة في تأسيس المشاريع الريادية و ادارتها
متاح
إنَّ لدى جميعنا مُعلِّمين في إدارة أعمالنا ومشاريعنا، رَغم أنَّنا في كثيرٍ من الأحيان لا ندركُ الأدوارَ التي يقوم بها هؤلاء المعلِّمون. لقد كان مُعلِّمي الأوَّلُ والأفضلُ رَجلَ أعمالٍ كان يمارس مهنتَه وحيدًا في مدينة نيويورك. لقد كان بائعًا متجوِّلًا يوفِّر لزَبائنه ما يَطلبون. كان يزورُ زبائنَه في منازلهم ويعرضُ عليهم الملابسَ والأدواتِ المنزليَّةَ ويُلبِّي رغباتِهم وكلَّ ما يحتاجون إليه. لقد كان أَشبَهَ بمخزنٍ تجاريٍّ مُتنقِّل يُدارُ من قِبَل شخصٍ واحد، وكان يقوم بجميع العمليَّات المألوفة في الأعمال التجاريَّة من المشترَيات إلى المحاسَبة إلى إدارة القروض وتحصيل المستحقَّات. وقد كنتُ أرافقُه أحيانًا في جَولات عمله، وكنتُ أُوجِّه إليه كثيرًا من الأسئلة وكان يحرِصُ على شَرح المنطق من وراء كلِّ ما كان يفعلُه. بهذه الطريقة تعلَّمتُ عددًا من أهمِّ الأفكار العمليَّة التي ما أزالُ أُطبِّقها حتَّى يومنا هذا. غير أنِّي في ذلك الوقت لم أكُنْ أُدركُ الخبرةَ التي كنتُ أكتَسبُها منه، فقد كان عمري ثماني سنوات فقط. لم يكُنْ هذا البائعُ المتجوِّلُ سوى والدي. يا لَلسُّخرية! إنَّه لم يَكُن يدورُ في بالي قطُّ أنْ أتَوجَّه إلى عالَم الأعمال والتجارة، فلَم تَكُن عندي أيَّة رغبةٍ في اقتفاء أَثَر والدي في حياتي المهنيَّة. فبَعد تخرُّجي في الجامعة، التَحقْتُ بكُلِّيَّة الحقوق على أمل أَنْ يكون القانونُ هو مجالَ عملي. غير أنَّ الحياةَ مضحكة. فقد وجدتُ نفسي أعودُ إلى حياةِ التجارة والأعمال، وعند ذلك فقط بدأتُ أدركُ كم تعلَّمتُ من والدي. فمثلًا، كان والدي هو الشخصَ الذي شرَحَ لي أهمِّيَّةَ الاحتفاظِ بهوامشَ رِبْحيَّةٍ عالية. فقد كان يقول: ’’احرصْ دائمًا على إجراء عمليَّات بَيْع جيِّدةٍ بأرباحٍ جيِّدة، واحرصْ أيضًا على انتقاء زبائنِكَ ممَّن يستطيعون الدفع‘‘. ’’لا تستغِلَّ حاجةَ الناس. كنْ عادلًا‘‘. إنَّ هذه دروسٌ رائعةٌ لا تزالُ مزروعةً في ذاكرتي، وقد تعلَّمتُها جميعًا من والدي. ثُمَّ انظر إلى العبارات التي كان يكرِّرُها لي. فقد كان يقول لي: ’’لا تقلَقْ أكثر من مرَّة‘‘. عندما كان يراني مهمومًا حول أمرٍ متوقَّعٍ كامتحانٍ نهائيٍّ في المدرسة مثلًا، كان يسأل: ’’هل قُمتَ بواجبك؟‘‘، ’’هل أنت مستعدٌّ؟‘‘. وقد كنتُ في العادة كذلك. ’’لا تقلقْ إذًا أكثرَ من مرَّة‘‘، أو بعبارةٍ أخرى لا تُضِعْ وقتَك وطاقتَك في التفكير في مشكلاتٍ قد لا تقعُ أبدًا. وعندما كنتُ أشكو من عدم القدرة على تحديد مسار حياتي العمليَّة، كان يقول لي: ’’هناك مليون دولارٍ تحت قدمَيك، حاولْ أن تجدَها‘‘. غير أنِّي لم أُدركْ ما كان يقصدُ إلَّا بعد أن صرتُ من رجال الأعمال. وكذلك عندما كنتُ أتحدَّثُ بأشياءَ كنتُ أودُّ أن أقومَ بها، كان يقول: ’’إذا لم تسْعَ إلى الحصولِ على شيءٍ ما، فإنَّك لن تحصُلَ عليه‘‘، وهذا هو ما كان يَحفزُني لأنْ أطلبَ مصروفًا أكبر. كان يبتسمُ ويقول: ’’محاولةٌ جيِّدة. ولكن ليس بالضَّرورة أن تحصلَ على شيءٍ ما بِمجرَّد سَعيِك إلى الحصول عليه‘‘. وبعد مُضيِّ وقتٍ طويل بدأتُ أفهمُ أنَّه قد أعطاني أوَّلَ دروسي في فنِّ البَيع. غُرِسَت دروسٌ مثلُ هذه في ذاكرتي في وقتٍ لم أكُنْ أتطلَّع إليها. وقد صارَتْ هذه الدروسُ عاداتٍ ذهنيَّةً قادَتْني إلى القيام بأفعالٍ على نحوٍ تلقائيٍّ دون أن أُدركَ ما كنتُ أفعلُه. مثلًا، ثَمَّة واحدةٌ من أفضل هذه العاداتِ التي اكتسبتُها كانتْ قد نَمَت لديَّ من ملاحظةِ ما كان يقومُ به والدي من تحليلٍ للمشكلات والتحدِّياتِ إلى عناصرها الأساسيَّة. لقد كان يَعتقدُ أَنَّ معظمَ القضايا في الأعمال، وفي الحياة أيضًا، هي قضايا بسيطةٌ أساسًا، حتَّى لو لم تَبْدُ كذلك أوَّلَ الأمر. لقد علَّمني أنَّه من أجل التَّعامُلِ مع مثل هذه القضايا، عليَّ أن أتفحَّصَ العناصرَ الحقيقيَّة، وأن أعرفَ ما يجري فعليًّا. وفوق ذلك، لا تفترضْ أنَّ القضايا الحقيقيَّةَ هي تلك التي تَراها ظاهرةً للعِيان. إنَّ طريقةَ التفكيرِ هذه كانت، ولا تزال، واحدةً من أقوى أدواتِ إدارةِ الأعمال لديَّ عبر السنين.