استراتيجية تفكيك الميتافيزيقيا جاك دريدا عن الحق في الفلسفة•هوامش الفلسفة•عن الحق و الفلسفة•المهماز•فى الروح - هايدغر و السؤال•تاريخ الكذب•فصول منتزعة•الصوت والظاهرة•في علم الكتابة

استراتيجية تفكيك الميتافيزيقيا

غير متاح

الكمية

على غرار هايدغر، حاول جاك دريدا أن يتجاوز الميتافيزيقا وامتداداتها، لكن هذه المرة، في مختلف الفنون والدراسات. وهكذا تعقب مختلف الأزواج الميتافيزيقية في تاريخ الفلسفة بطبيعة الحال، لكن أيضا في اللسانيات( الكلام والكتابة)، والتحليل النفسي (العقل والجنون)، و الأدب (الحقيقة والمجاز)... لا يتعلق الأمر هنا بما اعتدنا أن نسميه نقدا للميتافيزيقا، ذلك أن التفكيك يطال مفهوم النقد ذاته. من أهم المآخذ التي يأخذها دريدا على النقد المتداول كونه ظل عند معظم الممارسين له نقدا «خارجيا» يدّعي أن باستطاعته تفسير النصوص وتأويلها، بل ومحاكمتها، بردها إلى الشرائط الخارجية التي توجد من «ورائها». يتساوى في هذا النقد «الفكري» والنقد الأدبي أو الفني. وقفَ دريدا عند مفهوم الخارج هذا فرأى أن التمييز الأوّلي بين الخارج والداخل لا يخلو من نفحة وضعية. بل إنه التمييز الذي كرسته الميتافيزيقا الغربية عبر تاريخها. وهذا بالمعنى العام للفظ الميتافيزيقا وليس من حيث هي فرع من فروع الفلسفة، وإنما من حيث هي حياة تحاول فيها مجموعة من القيم أن تؤكد ذاتها مهما اختلفت الحقول.يبدأ التفكيك بأن ينصبَّ على الثنائي خارج/داخل. فدريدا يعتقد أن الخارج «الممكن» لا يمكن أن يقوم إلا داخل كل نص. ولا يكفي «تفسير» النصوص بردها إلى عوامل «خارجة» عنها. من هنا تحُل المقابلة بين الهامش والمركز محل التقابل الوضعي بين الداخل والخارج. شريطة إعادة النظر في المعنى المكاني الذي كان يُعطى لمفهوم الهامش. فالهامش ليس هو ما يوجد «خارجا»، وإنما هو النقطة التي تتخلخل عندها المركزية. الهامش بؤرة استراتيجية، وليس موقعا مكانيا. ذلك أن كل نص ينطوي على قوى عمل هي في الوقت ذاته قوى تفكيك للنص. وما يهم التفكيك هو الإقامة في البنية غير المتجانسة للنص، والوقوف على توترات (لا نقول تناقضات) داخلية يقرأ النص من خلالها نفسه ويفكك ذاته، في النص قوى متنافرة تأتي لتقويضه يكون على استراتيجية التفكيك أن تعمل على إبرازها. فكأن المفكِّك ليس هو عين القارئ الخارجية التي تمتلك مفاتيح فك ألغاز النصوص، وردها إلى محدداتها، والتمكن من أسرارها. فليس النص مفعولا لذات تمتلك القدرة على التأليف والتوليف والفهم والتأويل. ذلك أن النص، كما يدل على ذلك اشتقاق اللفظ الفرنسي texte ، نسيج عنكبوتي، وهو لا يكون نصّا إلا إذا أخفى عن النظرة الأولى«قانون تركيبه وقاعدة لعبته، وهو يظل لامدركا على الدوام»، غير أن هذا التحجّب لا يعود لنقص في قدرات قارئ، ولا لـ «تعقد» لغوي، وإنما هو محايث للنص بما هو كذلك

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف