ازمة الوعي الديني فهمي هويدي المسلمون في الصين•احقاق الحق•المفترون•تزييف الوعي•مصر تريد حلاً•المقالات المحظورة•طالبان جند الله في المعركة•عن الفساد وسنينه•خيولنا التى لا تصهل•التدين المنقوص•إيران من الداخل•مواطنون لاذميون•حتى لاتكون فتنة•القرآن والسلطان

ازمة الوعي الديني

غير متاح

الكمية

يعاني العقل المسلم المعاصر، حالة اغتراب عن الواقع وذلك من جراء ظروف الخلل الثقافي التي تتابعت عليه، والتي لا يزال يعيش في ظلها ويعاني من ضغوطها. فثمة مدرسة فكرية في حاضرنا الإسلامي تعيش الماضي وتستعذبه وتحاول أن تستحضره باستمرار، ممثلاً في شخوصه واجتهاداتهم، بحجة اتباع السلف. وهؤلاء هم دعاة غربة الزمان. بالمقابل، فثمة مدرسة أخرى لا ترى خلاصاً إلا باستنساخ التجربة الغربية ومحاولة تطويع الواقع في إطارها، دون اعتبار لفوارق الخصوصية الحضارية لهذا الواقع أو ذاك. وهؤلاء هم دعاة غربة المكان. وهؤلاء يخطئون الطريق إلى الخلاص المنشود، وأن أياً من الغربتين لا تعد خلاصاً بأي معيار. إذ إن كل منها يعد صيغة مبطنة للهروب من الواقع، هذا يهرب إلى زمن آخر، وذاك يهرب إلى نمط حضاري آخر.ورغم تسييد المدرستين لحقبة من الزمان، إلا أن الأمل في الخلاص الحقيقي لم يمت بعد؛ فقد برزت على الساحة مدرسة ثالثة ترفض الاغتراب بصورتيه. فتتعامل مع الواقع بالمنهج الذي اتبعه السلف لا بعيونهم، وترى في الإسلام مشروعاً حضارياً مستقلاً، ونسقاً فكرياً وعملياً متكاملاً، يحترم الأنساق الأخرى ويفتح ذراعيه للتفاعل والتلاقح معها، استجابة للأمر الإلهي بالتعاون على البر والخير، ولكنه يرفض التبعية والذيلية الحضارية لأي نسق آخر. هذه المدرسة الثالثة لها حضورها الملموس الآن في الساحة، برغم كل محاولات حصار هذا الحضور ووأد الأمل المعقود عليه.والمؤلف في كتابه هذا يمضي في رحاب هذه المدرسة ويدور في فلكها في محاولة لإعطاء صورة عن نهج تلك المدرسة وتوجهاتها وذلك من خلال مناقشته للعديد من القضايا الفكرية والهموم الحياتية المطروحة في الساحة الآن، بالإضافة إلى محاولة لقراءة الواقع الإسلامي، ممثلاً في بعض تجاربه، من خلال المعايشة التي أتيح للمؤلف المشاركة فيها بصورة أو بأخرى، وغايته من ذلك كله كسر حاجز اغتراب المسلم عن واقعه والذي جاء نتيجة لاغتراب المسلم المعاصر عن عقله.

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف