ذكريات علي الطنطاوي 8/1 على الطنطاوي دين إسلامي•رقائق حكايات من التاريخ•هكذا ربانا جدى•رجال من التاريخ•تعريف موجز بدين الإسلام•فكر ومباحث•الرزق مقسوم ولكن العمل له واجب•صلاة ركعتين•طرق الدعوة الى الاسلام•الباب الذي لا يغلق في وجة سائل•ارحموا الشباب•طريق الجنة وطريق النار•مع الناس•فصول اجتماعية•من حديث النفس•فصول اسلامية•قصص من الحياة•صور و خواطر•هتاف المجد•اخبار عمر واخبار عبد الله بن عمر•فصول في الدعوة والاصلاح•نور وهداية•ابو بكر الصديق•في سبيل الاصلاح•مقالات في كلمات 2/1
بصائر من السنة النبوية•مدارج السالكين 1/2•الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب - غلاف فني•منهجية السير إلى الله•رحلة إبراهيم عليه السلام•طريق السعادة في الدارين•الدعاء سلاح المؤمن•في رحاب الصالحين•رياض الأصفياء - دروس وعبر في مكارم الأخلاق•كيف نتوضأ بأخلاق النبوة•رسائل في الأمومة والأنوثة والحياة•قلوب مطمئنة
هذه ذكريات وليست مذكرات، فالمذكرات تكون متسلسلة مرتبة، تمدها وثائق معدة أو أوراق مكتوبة وذاكرة غضة قوية. وأنا رجل قد أدركه الكبر فكلت الذاكرة وتسرب إلى مكامنها النسيان. والنسيان آفة الإنسان، وإن كان نعمة من الله. ولولا أن المرء ينسى آلام الحياة ما استطاع السكون إليها ولا الرضا بها.وليس لدي أوراق مكتوبة أدون فيها الحادثة حين خدوثها وأصف أثرها في نفسي، وهذا تفريط كامل مني لم يعد إلى تداركه من سبيل، لذلك أوصي كل قارئ لهذه الفصول أن يتخذ له دفتراً يدون فيه كل عشية ما رأى في يومه، لا أن يكتب ماذا طبخ وماذا أكل ولا كم ربح وكم أنفق، فما أريد قائمة مطعم ولا حساب مصرف، بل أريد أني سجل ما خطر على باله من أفكار وما اعتلج في نفسه من عواطف، وأثر ما رأى أو سمع في نفسه، لا ليطبعها وينشرها (فما كل الناس من أهل الأدب والكتابة والنشر) ولكن ليجد فيها -يوماً- نفسه التي فقدها.لا تعجبوا من هذا الكلام فنحن في تبدل مستمر، كل يوم يموت في شخص ويولد شخص جديد، والميت أنا والمولود أنا. خلايا جسدي تتجدد كلها كل بضع سنوات حتى لا يبقى منها شيء مما كان. عواطف نفسي تتبدل، فأحب اليوم ما كنت أكره بالأمس وأكره ما كنت أحب. أحكام عقلي تتغير، فأصوب ما كنت أراه خطأ وأخطئ ما كنت أجده صواباً.
هذه ذكريات وليست مذكرات، فالمذكرات تكون متسلسلة مرتبة، تمدها وثائق معدة أو أوراق مكتوبة وذاكرة غضة قوية. وأنا رجل قد أدركه الكبر فكلت الذاكرة وتسرب إلى مكامنها النسيان. والنسيان آفة الإنسان، وإن كان نعمة من الله. ولولا أن المرء ينسى آلام الحياة ما استطاع السكون إليها ولا الرضا بها.وليس لدي أوراق مكتوبة أدون فيها الحادثة حين خدوثها وأصف أثرها في نفسي، وهذا تفريط كامل مني لم يعد إلى تداركه من سبيل، لذلك أوصي كل قارئ لهذه الفصول أن يتخذ له دفتراً يدون فيه كل عشية ما رأى في يومه، لا أن يكتب ماذا طبخ وماذا أكل ولا كم ربح وكم أنفق، فما أريد قائمة مطعم ولا حساب مصرف، بل أريد أني سجل ما خطر على باله من أفكار وما اعتلج في نفسه من عواطف، وأثر ما رأى أو سمع في نفسه، لا ليطبعها وينشرها (فما كل الناس من أهل الأدب والكتابة والنشر) ولكن ليجد فيها -يوماً- نفسه التي فقدها.لا تعجبوا من هذا الكلام فنحن في تبدل مستمر، كل يوم يموت في شخص ويولد شخص جديد، والميت أنا والمولود أنا. خلايا جسدي تتجدد كلها كل بضع سنوات حتى لا يبقى منها شيء مما كان. عواطف نفسي تتبدل، فأحب اليوم ما كنت أكره بالأمس وأكره ما كنت أحب. أحكام عقلي تتغير، فأصوب ما كنت أراه خطأ وأخطئ ما كنت أجده صواباً.