الإلهة التي تفشل دائما إدوارد سعيد عن النموذج المتأخر•الاستشراق•الاستشراق•الصهيونية من وجهة نظر ضحاياها•مقابلة ليست اخيرة•تأملات حول المنفى ج2•العالم و النص والناقد•الثقافة و المقاومة - ط القومى للترجمة•ادوار سعيد من تفكيك المركزية الغربية الى فضاء الهجنة و الاختلاف•فرويد و غير الاوروبيين•الانسنية و النقد الديموقراطى•تأملات حول المنفى 1•عن الأسلوب المتأخر•إدوارد سعيد : حوار مع طارق علي•خارج المكان•السلطة و السياسية و الثقافة•مفارقة الهوية•تغطية الإسلام•المثقف و السلطة•الإستشراق
كل مثقف مهنته هي إيضاح وتقديم أفكار ووجهات نظر وأيديولوجيات محددة، يطمح منطقياً إلى إنجاحها في المجتمع. والمثقف الذي يدّعي الكتابة فقط لذاته الخاصة، أو لأجل المعرفة الخالصة، أو العلم المجرد، لا يجب أن، ويجب ألا يصدق. كما قال كاتب القرن العشرين جان جينيه ذات مرة، في اللحظة التي تنشر فيها مقالات في مجتمع تكون قد دخلت الحياة السياسية فيه، وهكذا إذا كنت لا تريد أن تكون سياسياً لا تكتب مقالات أو تعبر عن رأيك بحرية.تلك هي صورة المثقف المرسومة في ذهن وفكر إدوارد سعيد وهي صورة تتمتع بانتقائية مجردة عن الدوافع والأغراض المعروضة في السوق السياسية أو الاجتماعية أو الفكرية أو أو... والتي منها يتزود منها مثقف اليوم، والتي من خلالها يرسم أفكاره وتطلعاته وآرائه التي يشيعها بين الجميع، فيضحي وبعد أن كان متأثراً بالمنحى السياسي أو الاجتماعي أو الفكري، مؤثراً في طموحات قرائه إلى أبعد حد، وخصوصاً إذا كان ذا هالة إعلامية.إلا أن إدوارد سعيد هو ضد هذه النمطية للمثقف، فهو يعلن وبكل صراحة أنه ضد الاهتداء والإيمان برب سياسي من أي نوع، معتبراً أنهما سلوك غير صالح للمثقف، وهو لا يقصد أن يبقى المثقف على حافة الماء يتحسسه بإصبع من حين إلى آخر، ويبقى معظم الوقت دون بلل. فكل شيء كتبه إدوارد سعيد في محاضراته هذه حول صورة المثقف المتجرد، يؤكد أهمية انخراط المثقف العاطفي والمخاطرة والتعرية والالتزام بالمبادئ والحساسية في النقاش والتورط في قضايا الناس والبلدان. والفارق الذي رسمه إدوارد سعيد مبكراً بين المثقف المحترف والهاوي مثلاً يرتكز بدقة على هذا؛ إن المحترف يدعي الاستقلال على أساس الحرفة ويتظاهر بالموضوعية، في حين أن الهاوي لا يثار بالمكانات ولا بإنجاز سريع لحظة عمل؛ بل بالارتباط الملتزم بأفكار وقيم في الجو العام.
كل مثقف مهنته هي إيضاح وتقديم أفكار ووجهات نظر وأيديولوجيات محددة، يطمح منطقياً إلى إنجاحها في المجتمع. والمثقف الذي يدّعي الكتابة فقط لذاته الخاصة، أو لأجل المعرفة الخالصة، أو العلم المجرد، لا يجب أن، ويجب ألا يصدق. كما قال كاتب القرن العشرين جان جينيه ذات مرة، في اللحظة التي تنشر فيها مقالات في مجتمع تكون قد دخلت الحياة السياسية فيه، وهكذا إذا كنت لا تريد أن تكون سياسياً لا تكتب مقالات أو تعبر عن رأيك بحرية.تلك هي صورة المثقف المرسومة في ذهن وفكر إدوارد سعيد وهي صورة تتمتع بانتقائية مجردة عن الدوافع والأغراض المعروضة في السوق السياسية أو الاجتماعية أو الفكرية أو أو... والتي منها يتزود منها مثقف اليوم، والتي من خلالها يرسم أفكاره وتطلعاته وآرائه التي يشيعها بين الجميع، فيضحي وبعد أن كان متأثراً بالمنحى السياسي أو الاجتماعي أو الفكري، مؤثراً في طموحات قرائه إلى أبعد حد، وخصوصاً إذا كان ذا هالة إعلامية.إلا أن إدوارد سعيد هو ضد هذه النمطية للمثقف، فهو يعلن وبكل صراحة أنه ضد الاهتداء والإيمان برب سياسي من أي نوع، معتبراً أنهما سلوك غير صالح للمثقف، وهو لا يقصد أن يبقى المثقف على حافة الماء يتحسسه بإصبع من حين إلى آخر، ويبقى معظم الوقت دون بلل. فكل شيء كتبه إدوارد سعيد في محاضراته هذه حول صورة المثقف المتجرد، يؤكد أهمية انخراط المثقف العاطفي والمخاطرة والتعرية والالتزام بالمبادئ والحساسية في النقاش والتورط في قضايا الناس والبلدان. والفارق الذي رسمه إدوارد سعيد مبكراً بين المثقف المحترف والهاوي مثلاً يرتكز بدقة على هذا؛ إن المحترف يدعي الاستقلال على أساس الحرفة ويتظاهر بالموضوعية، في حين أن الهاوي لا يثار بالمكانات ولا بإنجاز سريع لحظة عمل؛ بل بالارتباط الملتزم بأفكار وقيم في الجو العام.