البيت الصامت أورهان باموق ليالي الوباء•الحياة الجديدة•القلعة البيضاء•ذات الشعر الاحمر•البيت الصامت•اسطنبول - الذكريات و المدينة•ثلج - اورهان باموق ط الشروق•الكتاب الاسود•جودت بك و ابناؤه•متحف البراءة•اسمي احمر ط الشروق•غرابة فى عقلى•الروائي الساذج و الحساس•جودت بك و أبنائة•الحياة الجديدة•اسطنبول : الذكريات و المدينة ط الهيئة•اسمي أحمر•اسطنبول : الذكريات و المدينة ط المدي•الكتاب الأسود•ثلج•ألوان أخرى
تتناول الرواية، التي يعود تاريخ كتابتها إلى مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، تفاصيل الحياة المألوفة، بأحزانها وأفراحها وخيباتها وآمالها... غير أن الشخصيات التي يرسمها باموق، بقليل من الحذق وكثير من الواقعية، تشترك في تقديم رؤية بانورامية لصورة تركيا المعاصرة التي تمور بالصخب وتعيش إرهاصات سياسية أفصحت عن نفسها عبر انقلابات عسكرية كثيرة جرت خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي، وكذلك يضيء الروائي تاريخ هذه البلاد عبر شخصية فاروق الأخ الكبير الذي يهتم بالتاريخ ويعود إلى ماضي بلاده بغرض فهم الأحداث الحالية، ومحاولة الربط بين ما جرى في الماضي، وما يحدث اليوم، بينما يتطلع متين نحو المستقبل، والحداثة، وحياة البذخ والترف، فهو يرغب في الهجرة إلى الولايات المتحدة والاستقرار هناك هربا من هذا البلد، إذ لا يمكن للإنسان أن يغدو شيئا في هذا الشرق المخدّر، بينما نيلفون تتعاطف مع الشيوعيين وتحلم بإقامة العدل والمساواة الاجتماعية، غير أن التيار القومي المتطرف الصاعد في تركيا -آنذاك- يتوعد الشيوعيين ويحاربهم، ولعل إقدام حسن (ابن إسماعيل شقيق رجب) الذي ينتسب إلى هذا التيار، على ضرب نيلفون بقسوة وموتها إثر ذلك، يكشف عن العداء الذي كان مستحكما بين الشيوعيين والقوميين.تشترك شخصيات الرواية في صوغ هذا العمل، فكل شخصية تقوم، وفي فصول مستقلة، بدور الراوي، وهكذا سنقرأ بضمير المتكلم ما يرويه رجب، وما يرويه ابن شقيقه حسن الذي لا يخفي تلك النزعة التركية الاستعلائية النابعة من الإرث العثماني الإمبراطوري، فهو يتساءل: كيف أصبحنا لعبة بيد الدول الكبرى، والشيوعيين، والماويين، والإمبرياليين... كيف أصبحنا مضطرين لمد يدنا لأقوام كانت خدما لنا في يوم من الأيام. أما الصوت الأكثر تأثيرا فهو صوت الجدة العجوز التي تناجي نفسها وطيف زوجها الغائب، وتعود بذاكرتها المتعبة إلى السنوات البعيدة لتستحضر شريط الذكريات مع زوجها الراحل صلاح الدين، وتتحدث عن أفكاره ومعتقداته المتطرفة من وجهة نظرها، فهو كان يؤمن بنظرية الارتقاء لداروين، ويميل إلى ثقافة الغرب كثيرا، وهو ما لا يتناسب مع أفكار الجدة التقليدية. وتكتمل الصورة بسرد الحفيدين: فاروق ومتين، والغريب أن الكاتب لا يسمح للحفيدة نيلفون بالروي رغم حضورها الطاغي في الرواية. من الصعب العثور على شيء غير مألوف في رواية البيت الصامت، فالحياة تسير في شكلها العادي الرتيب، ولعل فضيلة باموق في هذه الرواية تتبدى في قدرته على التقاط هذا المشهد العادي وإدراجه ضمن رواية، فباموق يرى أن كل ما في هذا العالم يستحق أن يدون، إذ يقول كم كان مالارميه محقّا حين قال إن كل شيء في العالم موجود لكي يوضع في كتاب، والكتاب الأفضل تجهيزا لامتصاص كل ما في العالم هو، من دون أدنى شك، الرواية. يقول فاروق أحد أبطال الرواية مبديا إعجابه بكاتبه المفضل لعله يرى الأشجار والطيور والبيوت والجدران كما أراها، ولكنه يخدعني بمهارته الكتابية فقط، ولعل هذا ما يفعله باموق، بدوره، إذ يخدع القارئ بمهارته الكتابية، فهو يصوغ ما هو عادي بلغة ترتقي بالعادي ليكون جديرا بأن يوضع بين دفتي كتاب!
تتناول الرواية، التي يعود تاريخ كتابتها إلى مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، تفاصيل الحياة المألوفة، بأحزانها وأفراحها وخيباتها وآمالها... غير أن الشخصيات التي يرسمها باموق، بقليل من الحذق وكثير من الواقعية، تشترك في تقديم رؤية بانورامية لصورة تركيا المعاصرة التي تمور بالصخب وتعيش إرهاصات سياسية أفصحت عن نفسها عبر انقلابات عسكرية كثيرة جرت خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي، وكذلك يضيء الروائي تاريخ هذه البلاد عبر شخصية فاروق الأخ الكبير الذي يهتم بالتاريخ ويعود إلى ماضي بلاده بغرض فهم الأحداث الحالية، ومحاولة الربط بين ما جرى في الماضي، وما يحدث اليوم، بينما يتطلع متين نحو المستقبل، والحداثة، وحياة البذخ والترف، فهو يرغب في الهجرة إلى الولايات المتحدة والاستقرار هناك هربا من هذا البلد، إذ لا يمكن للإنسان أن يغدو شيئا في هذا الشرق المخدّر، بينما نيلفون تتعاطف مع الشيوعيين وتحلم بإقامة العدل والمساواة الاجتماعية، غير أن التيار القومي المتطرف الصاعد في تركيا -آنذاك- يتوعد الشيوعيين ويحاربهم، ولعل إقدام حسن (ابن إسماعيل شقيق رجب) الذي ينتسب إلى هذا التيار، على ضرب نيلفون بقسوة وموتها إثر ذلك، يكشف عن العداء الذي كان مستحكما بين الشيوعيين والقوميين.تشترك شخصيات الرواية في صوغ هذا العمل، فكل شخصية تقوم، وفي فصول مستقلة، بدور الراوي، وهكذا سنقرأ بضمير المتكلم ما يرويه رجب، وما يرويه ابن شقيقه حسن الذي لا يخفي تلك النزعة التركية الاستعلائية النابعة من الإرث العثماني الإمبراطوري، فهو يتساءل: كيف أصبحنا لعبة بيد الدول الكبرى، والشيوعيين، والماويين، والإمبرياليين... كيف أصبحنا مضطرين لمد يدنا لأقوام كانت خدما لنا في يوم من الأيام. أما الصوت الأكثر تأثيرا فهو صوت الجدة العجوز التي تناجي نفسها وطيف زوجها الغائب، وتعود بذاكرتها المتعبة إلى السنوات البعيدة لتستحضر شريط الذكريات مع زوجها الراحل صلاح الدين، وتتحدث عن أفكاره ومعتقداته المتطرفة من وجهة نظرها، فهو كان يؤمن بنظرية الارتقاء لداروين، ويميل إلى ثقافة الغرب كثيرا، وهو ما لا يتناسب مع أفكار الجدة التقليدية. وتكتمل الصورة بسرد الحفيدين: فاروق ومتين، والغريب أن الكاتب لا يسمح للحفيدة نيلفون بالروي رغم حضورها الطاغي في الرواية. من الصعب العثور على شيء غير مألوف في رواية البيت الصامت، فالحياة تسير في شكلها العادي الرتيب، ولعل فضيلة باموق في هذه الرواية تتبدى في قدرته على التقاط هذا المشهد العادي وإدراجه ضمن رواية، فباموق يرى أن كل ما في هذا العالم يستحق أن يدون، إذ يقول كم كان مالارميه محقّا حين قال إن كل شيء في العالم موجود لكي يوضع في كتاب، والكتاب الأفضل تجهيزا لامتصاص كل ما في العالم هو، من دون أدنى شك، الرواية. يقول فاروق أحد أبطال الرواية مبديا إعجابه بكاتبه المفضل لعله يرى الأشجار والطيور والبيوت والجدران كما أراها، ولكنه يخدعني بمهارته الكتابية فقط، ولعل هذا ما يفعله باموق، بدوره، إذ يخدع القارئ بمهارته الكتابية، فهو يصوغ ما هو عادي بلغة ترتقي بالعادي ليكون جديرا بأن يوضع بين دفتي كتاب!