بليكسوس هنري ميللر ابتسامة في اسفل السلم•إبتسامة أسفل السلم•الكتب فى حياتى•رامبو و زمن القتلة - ط المدى•كابوس مكيف الهواء•مدار السرطان•ربيع اسود•مدار الجدي•نكسوس•سيكسوس•رامبو و زمن القتلة•أيام هادئة في كليشي
في وقت من الأوقات حسبت أني تأذيت كما لم يتأذّ أحد. ولأني شعرت هكذا أقسمت على أن أؤلف هذا الكتاب. ولكن قبل أن أباشر الكتابة بوقت طويل التأم الجرح. ولما كنت قد أقسمت على أن أنجز مهمتي أعدت فتح الجرح الفظيع. دعني أعبر بأسلوب آخر.. لعلي بفتح الجرح، جرحي أنا، أغلقت جروحاً أخرى، جروح أناس آخرين. شيء يموت، وشيء يزهر. إن المعاناة مع جهل أمرٌ رهيب. أما المعاناة عن عمد، من أجل فهم طبيعة المعاناة وإلغائها إلى الأبد، فمسألة مختلفة تماماً. لقد ظلّ بوذا يركز طوال حياته على فكرة واحدة، كما نعلم وهي القضاء على المعاناة الإنسانية أن المعاناة ضرورية. ولكن لا بد للمرء من أن يعاني قبل أن يتمكن من إدراك أن الأمر هو كذلك. وزيادة على ذلك فحينئذ فقط يتجلى المغزى الحقيقي للمعاناة الإنسانية. في لحظة اليأس الأخيرة، حين لا يعود في إمكان المرء أن يصبر على المعاناة، يحدث أمر هو من قبيل المعجزة. فالجرح الكبير المفتوح الذي كان ينزف عصارة الحياة يندمل، ويزهر الكائن الحيّ كوردة. ويتحرر المرء أخيراً، ليس مع توق إلى روسيا، وإنما مع توق إلى مزيد من الحرية، مزيد من النعيم. إن شجرة الحياة تبقى حيّة. ليس بالدموع وإنما بمعرفة أن الحرية حقيقة وتدوم إلى الأبد.بليكسوس الثانية في ثلاثية ميللر الضخمة الصلب الوردي والمبنية على أساس سيرته الذاتية هي غامرة بتأثيرها، وبحيويتها، وغالباً بصراحتها المخيفة، وهي إلى ذلك شلال مضطرب، تتناوب مشاعر القارئ حيالها، مستنكراً من شطحات ميللر المحلقة حيناً، ومستغرباً إباحيته أحياناً أخرى، إلا أن القارئ لن تفوته لحظات جمالية عند فقرات تموج بجمال غنائي هائل. هكذا هو ميللر في سيرته الذاتية.
في وقت من الأوقات حسبت أني تأذيت كما لم يتأذّ أحد. ولأني شعرت هكذا أقسمت على أن أؤلف هذا الكتاب. ولكن قبل أن أباشر الكتابة بوقت طويل التأم الجرح. ولما كنت قد أقسمت على أن أنجز مهمتي أعدت فتح الجرح الفظيع. دعني أعبر بأسلوب آخر.. لعلي بفتح الجرح، جرحي أنا، أغلقت جروحاً أخرى، جروح أناس آخرين. شيء يموت، وشيء يزهر. إن المعاناة مع جهل أمرٌ رهيب. أما المعاناة عن عمد، من أجل فهم طبيعة المعاناة وإلغائها إلى الأبد، فمسألة مختلفة تماماً. لقد ظلّ بوذا يركز طوال حياته على فكرة واحدة، كما نعلم وهي القضاء على المعاناة الإنسانية أن المعاناة ضرورية. ولكن لا بد للمرء من أن يعاني قبل أن يتمكن من إدراك أن الأمر هو كذلك. وزيادة على ذلك فحينئذ فقط يتجلى المغزى الحقيقي للمعاناة الإنسانية. في لحظة اليأس الأخيرة، حين لا يعود في إمكان المرء أن يصبر على المعاناة، يحدث أمر هو من قبيل المعجزة. فالجرح الكبير المفتوح الذي كان ينزف عصارة الحياة يندمل، ويزهر الكائن الحيّ كوردة. ويتحرر المرء أخيراً، ليس مع توق إلى روسيا، وإنما مع توق إلى مزيد من الحرية، مزيد من النعيم. إن شجرة الحياة تبقى حيّة. ليس بالدموع وإنما بمعرفة أن الحرية حقيقة وتدوم إلى الأبد.بليكسوس الثانية في ثلاثية ميللر الضخمة الصلب الوردي والمبنية على أساس سيرته الذاتية هي غامرة بتأثيرها، وبحيويتها، وغالباً بصراحتها المخيفة، وهي إلى ذلك شلال مضطرب، تتناوب مشاعر القارئ حيالها، مستنكراً من شطحات ميللر المحلقة حيناً، ومستغرباً إباحيته أحياناً أخرى، إلا أن القارئ لن تفوته لحظات جمالية عند فقرات تموج بجمال غنائي هائل. هكذا هو ميللر في سيرته الذاتية.