. فحتى هذا التاريخ، كان بولغا كوف لا يزال طبيباً متطوعاً في الصليب الأحمر على الجبهة، مع زوجته الأولى تاتيانا لابا، التي تعمل كممرضة، والتي تصف تلك المرحلة بالقول: كنت أمسك بسيقان الجرحى وهو يبترها.. كان يبتر السيقان من الصباح إلى السماء.القسم الأكبر من الرواية، مخصص لليوميات الحميمة التي كتبها الدكتور بوليا كوف، وعهد بها إلى الدكتور بومبغارد. وهذا الأمر كان أسلوباً فريداً يعتمده بولغاكوف، في كل مرة يرغب فيها أن يروي شيئاً مثيراُ للشبهة. ففي العام 1921، روى بولفا كوف عن فترة إدمانه على المؤرخين هذه، في المرض لكنه عاد وأتلف المخطوط الذي كان من الممكن أن يصبح روايته – وهذه النسخة الأولى من مؤرخين (روايته هذه)، لكنه عاد وكتبها من جديد، وبشكل مختلف، ونشرها العام 1927.تبدأ الرواية بعبارة ذكية تقول: مضى زمن طويل منذ أن لاحظ الأذكياء ذلك: السعادة كالصحة، حين ننعم بها، لا نفكر فيها أبداً، لكن ما إن تمضي السنون، حتى يأتي يوم لنعود ونتذكرها فيه، أوَاه كم نتذكرها!يبدأ بذكر الزمان، 1917 كان سعيداً في تلك السنة رغم الاضطرابات والبلبلة. ثم يبدأ بوصف المكان، غابات تكسوها الثلوج في الشتاء ما تلبث أن تضمر وترتد كالحة في الصيف، تحوَل الطبيب إلى آلة مهيبة تسيَر النظام في المستشفى، عمل جاد وقاس لا ينتهي. في تلك الأثناء تأتي رسالة غريبة من المقاطعة تلقاها الدكتور بومبغارد من صديقه الدكتور بوليا كوف، رسالة من مريض شارف على الهلاك يرغب في رؤية طبيب يثق به وسرعان ما جاء بولياكوف بنفسه، لكنه مسجى هذه المرة، مصاب في قلبه بعد محاولة انتحار تحت تأثير المخدرات، نجحت فيما بعد وكانت التركة من نصيب بومبغارد، رسالة انتحار أخيرة من بولغاكوف ودفتر يومياته الأزرق.بعد أن يبدأ بولغاكوف الدخول في صلب الرواية –سرد يوميات- يبدأ الدكتور بومبغارد بقراءة اليوميات، تأمل بحزن ما كتاب صديقه، من الألم الذي استند به فجأة حتة حقنة المورخين الأولى التي كانت من نصيبه والتي حقنته بها مساعدته آنا، التي ندمت أشد الندم على هذه الحقنة فيما بعد، ليبدأ بعدها يعيش نشوة غريبة، بدأ بنسيان خيانة زوجته وحبيبته ودخل عالماً آخر، بعدها بات يظن أن المورفين شيء جيد خلصه من كل العذاب الذي عانى منه بسبب ذكرى مغنية الأوبرا زوجته لتنتهي القصة بانتحاره. مات الطبيب بولغاكوف ليحيا الكاتب بولغاكوف.
. فحتى هذا التاريخ، كان بولغا كوف لا يزال طبيباً متطوعاً في الصليب الأحمر على الجبهة، مع زوجته الأولى تاتيانا لابا، التي تعمل كممرضة، والتي تصف تلك المرحلة بالقول: كنت أمسك بسيقان الجرحى وهو يبترها.. كان يبتر السيقان من الصباح إلى السماء.القسم الأكبر من الرواية، مخصص لليوميات الحميمة التي كتبها الدكتور بوليا كوف، وعهد بها إلى الدكتور بومبغارد. وهذا الأمر كان أسلوباً فريداً يعتمده بولغاكوف، في كل مرة يرغب فيها أن يروي شيئاً مثيراُ للشبهة. ففي العام 1921، روى بولفا كوف عن فترة إدمانه على المؤرخين هذه، في المرض لكنه عاد وأتلف المخطوط الذي كان من الممكن أن يصبح روايته – وهذه النسخة الأولى من مؤرخين (روايته هذه)، لكنه عاد وكتبها من جديد، وبشكل مختلف، ونشرها العام 1927.تبدأ الرواية بعبارة ذكية تقول: مضى زمن طويل منذ أن لاحظ الأذكياء ذلك: السعادة كالصحة، حين ننعم بها، لا نفكر فيها أبداً، لكن ما إن تمضي السنون، حتى يأتي يوم لنعود ونتذكرها فيه، أوَاه كم نتذكرها!يبدأ بذكر الزمان، 1917 كان سعيداً في تلك السنة رغم الاضطرابات والبلبلة. ثم يبدأ بوصف المكان، غابات تكسوها الثلوج في الشتاء ما تلبث أن تضمر وترتد كالحة في الصيف، تحوَل الطبيب إلى آلة مهيبة تسيَر النظام في المستشفى، عمل جاد وقاس لا ينتهي. في تلك الأثناء تأتي رسالة غريبة من المقاطعة تلقاها الدكتور بومبغارد من صديقه الدكتور بوليا كوف، رسالة من مريض شارف على الهلاك يرغب في رؤية طبيب يثق به وسرعان ما جاء بولياكوف بنفسه، لكنه مسجى هذه المرة، مصاب في قلبه بعد محاولة انتحار تحت تأثير المخدرات، نجحت فيما بعد وكانت التركة من نصيب بومبغارد، رسالة انتحار أخيرة من بولغاكوف ودفتر يومياته الأزرق.بعد أن يبدأ بولغاكوف الدخول في صلب الرواية –سرد يوميات- يبدأ الدكتور بومبغارد بقراءة اليوميات، تأمل بحزن ما كتاب صديقه، من الألم الذي استند به فجأة حتة حقنة المورخين الأولى التي كانت من نصيبه والتي حقنته بها مساعدته آنا، التي ندمت أشد الندم على هذه الحقنة فيما بعد، ليبدأ بعدها يعيش نشوة غريبة، بدأ بنسيان خيانة زوجته وحبيبته ودخل عالماً آخر، بعدها بات يظن أن المورفين شيء جيد خلصه من كل العذاب الذي عانى منه بسبب ذكرى مغنية الأوبرا زوجته لتنتهي القصة بانتحاره. مات الطبيب بولغاكوف ليحيا الكاتب بولغاكوف.