زيجمونت باومان

ولد زيجمونت باومان في بوزنان، بولندا عام ١٩٢٥م لأبوين بولنديين، يهوديين بالاسم. اتجهت عائلته شرقًا إلى الاتحاد السوفييتي بعد الاحتلال النازي لبولندا في عام 1939م. خدم باومان في الجيش البولندي الأول الذي كان بقيادة سوفيتية كمدرس في العلوم السياسة. شارك في معارك كولبرج (كولوبرزيج حاليًا) وبرلين. في مايو 1945م مُنح الصليب العسكري للشجاعة (الصليب العسكري: ميداليّة على شكل صليب تُمنح تكريمًا) في مقابلة مع صحيفة الجارديان، أكّد باومان على كونه قد اعتنق الشيوعية أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية وأنه لم يجعل من الأمر سرًّا. بينما اعترف باومان بأنه كان على خطأ عندما التحق بالمخابرات العسكرية في عمر التاسعة عشر، رغم أن وظيفته مكتبيّة غير فعّآلة، ولم يخبر عن أي أحد.. وخلال عمله في فيلق الأمن الداخلي، درس باومان بدايةً علم الاجتماع في أكاديميّة وارسو للعلوم الإجتماعية. ثم ترك علم الاجتماع ودرس الفلسفة في جامعة وارسو -علم الاجتماع قد أُلغي بشكل مؤقت من المناهج الدراسيّة البولنديّة باعتبارها حقل معرفي برجوازي- ومن ضمن أساتذته في وارسو؛ ستينسلو أوسوسكي وجوليان هوتشفيلد (من علماء الاجتماع البولنديين البارزين) في فيلق الأمن القومي، قد تمّت ترقية باومان إلى مرتبة رائد عندما تم تسريحه من العمل بشكلٍ مخزٍ مفاجئ في عام ١٩٥٣م بعدما توجه والده إلى السفارة الإسرائيلية في وارسو طلباً للهجرة إلى إسرائيل. لما كان باومان لا يشاطر والده توجهه وميله الصهيوني، بل كان معادي له وبشدة، سبّب نفوره ابتعادًا جادًّا -بالرغم من كونه مؤقتًا- عن والده. خلال الفترة التالية التي لم يعمل بها، أكمل باومان دراسة الماجستير. وفي عام ١٩٥٤م أصبح مُحاضرًا في جامعة وارسو، حيث استقر بها إلى عام ١٩٦٨م. خلال تواجده في قسم الاقتصاد في جامعة لندن، وعندما كان روبيرت ماكينزي المشرف عليه، جهز بومان دراسته عن الحركة الاشتراكية البريطانية، التي أصبحت فيما بعد كتابه الأول في مجال تخصصه. نُشر الكتاب باللغة البولنديّة عام ١٩٥٩م، وتمّ تنقيحه وترجمته إلى الإنجليزيّة في طبعة ظهرت عام ١٩٧٢م. بومان استمر في نشر كتب أخرى، منها كتاب "علم الاجتماع للحياة اليومية" باللغة البولندية عام ١٩٦٤م، والذي وصل إلى شريحة شعبيّة كبيرة في بولندا، والذي شكل لاحقًا أساسًا لمقرّر باللغة الإنجليزيّة "تفكير بشكل اجتماعي" عام ١٩٩٠م. مبدئيًا، كان باومان قريباً من المذهب الماركسي الأرثدوكسي، ولكن كان أيضاً متأثراً بأنطونيو قرامسي و جورج سيمل، حيث عُرف بعد ذلك بشكل واسع بأنه ناقد للحكومة الشيوعية البولندية. ولهذا السبب لم يحصل أبداً على لقب الأستاذ حتى بعد أن اكتمل تأهيله لهذا. لكن بعد أن أوجد معلمه السابق جوليان هوفيلد منصب نائب مدير اليونيسكو لقسم دراسات علوم الاجتماع في باريس عام 1962م، ورث بومان كرسي هوفيلد. كان على بومان أن يتخلى عن جنسيته البولندية حتى يستطيع الخروج من بلده، فذهب أولًا إلى إسرائيل ليُدرّس في جامعة تل أبيب، قبل أن يجد له كرسيًا في قسم علم الإجتماع في جامعة ليدز حيث أصبح في ما بعد رئيسًا للقسم. ومنذ ذلك الوقت، كانت كتب باومان تنشر باللغة الإنجليزية على وجه الحصر، وهي لغته الثالثة، حيث ذاع صيته بعد ذلك بشكل سريع. في نهاية التسعينيات، كان باومان عاملاً مؤثراً في حركة مضادة للعولمة، أو وبشكل آخر تغيير العولمة. في مقابلة له عام ٢٠١١م مع مجلة بولندية "بوليتكا"، انتقد باومان إسرائيل بقوله أن إسرائيل لم تكن مهتمه إطلاقًا بالسلام، بل كانت تستخدم الهولوكوست كعذر لشرعنة أفعالها المتوحشة. شبه بومان الحاجز الذي تضعه إسرائيل في الضفة الغربية مع الجدران التي كانت تضعها النازية في وارسو غيتو عندما قتل آلاف اليهود في الهولوكوست. ووصف سفير إسرائيل زفي بار تصريحات باومان بأنها "نصف حقيقية" وأنها "تعاميمات لا أساس لها". تزوج باومان من الكاتبة جانينا ليونسون التي توفت في ٢٩ ديسمبر من عام ٢٠٠٩ في ليدز. ولديه منها ثلاثة بنات، الرسامة ليديا بومان، والمعمارية إرينا باومان، والبرفسورة في تعليم الرياضيات آن سفارد. والمحامي الإسرائيلي للحقوق المدنية مايكل سفارد هو حفيده.

كتب للمؤلف
;