محمد سهيل طقوش مؤرخ لبناني، أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الإمام الأوزاعي في العاصمة اللبنانية بيروت، تخصصه الدقيق "تاريخ الأتراك"، تغلب عليه النزعة العُرُوبيَّة، ويظهر ذلك في آرائه التاريخية. يقول جمال الدين فالح الكيلاني : "يتلخص منهج المؤرخ سهيل طقوش بقوله: لا يتوجب الحكم واللوم على التاريخ، والتاريخ يجب أن يوضع ويوثق بلا أي نوع من التحيز أو الاجتهاد في تحليل الدوافع، لأننا ببساطة لم نواكب هذه الأحداث ولا نعرف شيئاً عن الظروف والدوافع التي أدت إليها، كل هم طقوش أن يطلع القاصي والداني على منجزات العرب والمسلمين في حقول الحضارة والثقافة والأدب والفنون، وكثير من هذه المنجزات ذات علاقة مباشرة بحمية المسلمين في نشر دينهم في كل بقعة يستطيعون الوصول إليها باعتبار ذلك جزءاً من رسالة الإسلام، ولقد أبدع المؤرخ طقوش في إبراز دور العرب المسلمين في الإنجاز الحضاري دون إيجاز مخل أو تفصيل ممل، لذلك تتبع آثار حضارة كل دولة عربية وإسلامية انقرضت"، يرفض الدكتور طقوش الأفكار المسبقة عند كتابة التاريخ. وفلسفته في تفسير التاريخ تقوم على أساس أن لكل حادثة تاريخية أسباباً متعددة ودوافع معقدة، كما أن نتائج كل حادثة قد تباين نتائج غيرها، فقد تكون نتائجها متعددة أو محدودة كبيرة أو بعيدة المدى بعضها ظاهر سهل إدراكـه وبعضها خفي يتطلب ذكاء وفطنة لكشفه وإظهاره، ومما يلحظ على أعمال الدكتور طقوش أنه كان تربوياً، وكانت رؤيته التاريخية متسمة بالنزعة الإنسانية، كما أنه لم يحصر نفسه في زاوية ضيقة من زوايا التاريخ، وإنما انصرف إلى معالجة كل جوانب التاريخ، بحقبه المختلفة، فضلاً عن أن لديه اجتهاداته الخاصة، وخاصة على صعيد التفسير التاريخي الذي يأخذ بالدوافع المختلفة وخاصة الاقتصادية والاجتماعية، والمرتكز على أسس علمية، ووطنية، وقومية، وإنسانية وهذا ما جعله يحتل مرتبة متقدمة في مسار الفكر التاريخي".
كتب للمؤلف